يكتبه: حمدان البادي|
هل يمكنك أن تتخيّل العالم بدون “بيج ماك”؟ أو “تشيكن ماك ناجتس”؟ أو ’هابي ميل‘؟”. بالنسبة لي “نعم” وهذا السؤال نقلته حرفيا من الموقع الإلكتروني لأحد مطاعم الفرانشايز المتصهينة التي تقف” كعلامة تجارية”، “شاهر ظاهر” كما يقال، مع الكيان الصهيوني ومع من ولاهم.
أعرف إن الفرانشايز أو الامتياز التجاري لهم شريك محلي أو ما يسمى وكيل، وهو امتياز رائع ونحتاجه في السوق المحلية لإيجاد مساحة من التنافس والتنوع ، لكن على التاجر أن يتحمل التبعات المترتبة على بعض العلامات التي لا تحترم الجمهور حتى وإن كانت محلية.
المشكلة ليست في الفرانشايز بل في تعاطينا كمستهلكين مع بعض الشركات، وتجاهلنا لسلوكها الاستفزازي وكأن ما ندفعه هو مقابل قوة العلامة التجارية التي بُنيت بذكاء، وبحملات تسويقية عظيمة، وقد تكون وجدت مساحة لنموها بسبب الثقة التي فُقدت في بعض العلامات التجارية المنافسة وخاصة المطاعم التي تأتي بأسماء يفترض أن تكون علامتها التجارية تدلل على هويتها، كأن تجد على سبيل المثال المطعم الأفغاني لكن مع أول زيارة نكتشف بان لا علاقة له بأفغانستان ولا مطبخها وقس على ذلك المطاعم التركية والشامية والبوسنية وغيرها الكثير، ونستثني من هذا المنظور بعض المطاعم الباكستانية والهندية.
لذا لا عجب أن نمت ثقافة الفرانشايز واتخذنا منها ملاذا آمناً نأوي إليه باطمئنان لاقتناء منتجاته. في ولاية السيب وحدها ما يزيد عن 10 فروع لمطعم البرجر المعروف والذي يمر بحملة مقاطعة هذه الايام وكذلك الحال بالنسبة لمقهى القهوة ” اللي مايتسماش” ومطاعم البيتزا، ومع الثبات على ثقافة المقاطعة والاستغناء بالبديل اتذكر هنا حديث دار بيني وبين صديق تونسي، وأقول تونس لأنها تستقطب ما يقارب 10 ملايين سائح سنويا منهم 3 ملايين من اوروبا، لذا لم يجد تجارها ومستثمريها داعٍ لتكثيف حضور الفرانشايز في تونس، ولن تجد بين الشارع والآخر من شوارع العاصمة علامة تجارية مألوفة، إلا ما ندر، وخاصة في قطاع المطاعم فالمطبخ التونسي متنوع والمقاهي والمطاعم التونسية تقدم وجبات من ثقافة البلد، مواد طازجة وتعد بأيدي نظيفة من قبل أهل البلد بعيداً عن استيراد مطاعم آسيوية أو شامية أو اوروبية او امريكية ، وهذا لا يعني إنها غير موجودة لكن حضورها قليل والتوانسة يذهبون إليها من باب التغيير، والسائح خياره الدائم استكشاف مطبخ أهل الدار، فعلى سبيل المثال، البيتزا التي تقدم في المطاعم والمقاهي التونسية أطيب من المستوردة، لأن المحلية تصنع بمواد طازجة واصلية لا يخالطها التجميد والمواد الحافظة.
في سلطنة عُمان سوقنا المحلي يعج بالفرانشايز والسلع المستوردة والوكالات التجارية بدءا من فنجان القهوة الذي نشربه في الصباح مرورا بالكثير من احتياجاتنا اليومية حتى السيارة، وأكرر لا مشكلة في ذلك إنما مشكلتنا مع الشركات التي قمنا بتسمينها ليصبح لها حضور ومن ثم تتطاول علينا بين الحين والآخر في دعم الكيان الصهيوني، لذا نقاطع اليوم لنعيد تصحيح مسارها، والاستغناء عنها بالبديل المحلي أو البدائل الأخرى المتوفرة.