مقال| “كيف تسافر وما عندك فلوس”!

يكتبه: حمدان البادي| 

 أتحفظ كثيراً عن الدخول في التفاصيل المالية لوجهات سياحية زرتها حين يسألني الأصدقاء عنها “وجوابي الدبلوماسي” يدور دائما أن الشخص هو من يفصل تلك التفاصيل المالية حسب نمط حياته وإمكانياته ولا توجد تسعيرة ثابتة حتى لدى المكاتب السياحية التي تقدم عروضا بأسعار محددة ومتفق عليها مسبقا ودائما ما يكون هناك متطلبات جانبية يجب ألا يتم إغفالها. 

 تظهر أصوات تروج للسفر قليل التكاليف، وتقام من أجل ذلك المحاضرات وقد وصل الحال ببعضهم أن يروج لفكرة ” كيف تسافر وما عندك فلوس!!”، وأغلبها يأتي في سياق صناعة المحتوى، لذا في السفر علينا ألا نستجيب استجابة عمياء للأصوات التي تروج لتكلفة الرحلات السياحية الاقتصادية حتى لا نصطدم بالواقع في نهاية المطاف.

فقد بالغ بعض السياح ممن يقدمون أنفسهم كخبراء سفر وسياحة في الترويج لبعض الوجهات ذات التكاليف المنخفضة راسمين بذلك صورة محفزة للسفر وتدني الأسعار في بعض الوجهات لدرجة لا تصدقها الحسابات المنطقية مهما حاولنا أن نضرب أخماسا في اسداس ولا نصل إلى نتيجة تفسر لنا كيف تم ضبط المتطلبات الأساسية لتلك الوجهة بذلك المبلغ. 

 إن شيوع مثل هذه المنشورات يشعرنا كمسافرين بالأريحية وإن بعض الوجهات فعلا رخيصة وهي في حقيقة الأمر أن بعض المسافرين يقضون يومهم بطريقة قد لا تتناسب مع الجميع ، والبعض يحمل 4 حقائب عبارة عن راشن وعزبة يغطي حياته لأيام ولا مشكلة في ذلك. إنما المشكلة أن يروج للبلاد بأنها “برخص التراب” من دون أن يشاركنا التفاصيل التي تمكن من خلالها تدبر سياسة الرخص في الرحلة. 

 لكل مسافر متطلبات واحتياجات وتكاليف لا يمكن ضبطها مع الجميع إلا فيما يتعلق بالإقامة وسعر تذكرة الطيران وهي الأخرى خاضعة لبعض المعايير قد تعطي فروقات في السعر مثل وقت الحجز ووقت السفر ومطار المغادرة وخط سير الرحلة وغيرها من العوامل.

لذا علينا ألا نسلّم بوجود رحلات سياحية رخيصة كما يروج لها بعض المسافرين، إلا في حالات خاصة كسفر التخييم والسفر القائم على الإعالة من قبل الآخرين، واستضافات الناس أو التطفل على الناس في أحيانا أخرى. 

 نقطة مهمة يجب ألا نغفلها وهي المقارنات بين الوجهات فلكل بلد ظروفه الاقتصادية والسياسية وقوانينه وثقافته، وبالتالي علينا أن نضع هذه المعايير في الحسبان حتى لا نصطدم بالواقع والأهم من كل هذا عدم إطلاق التعاميم التي استندت على تجارب شخصية ما لم يتم ذكر تفاصيل التجربة ووقتها.

Halbadi03@gmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*