لتوظيف التراث المعماري واثراء الوجهات والخيارات السياحية.. توقيع اتفاقية إدارة وتشغيل حصن لوى في شمال الباطنة


طرح المعالم التاريخية يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة 

تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة وإيجاد منافذ تسويق جديدة للحرفيين من خلال إدارة القلاع والحصون 

مسقط – وجهات| 

استكمالا لجهود وزارة التراث والسياحة في توظيف التراث الثقافي وتعزيز مساهمته في النمو الاقتصادي وقعت الوزارة يوم الأثنين، عقد إدارة وتشغيل وتوظيف حصن لوى بولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة مع شركة جوهرة لوى للتجارة والسياحة، وقع الاتفاقية من جانب الوزارة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل الوزارة للتراث، فيما وقعها من جانب الشركة علي بن عبدالرحيم الزدجالي، رئيس مجلس إدارة الشركة وذلك بديوان عام الوزارة.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية استكمالا لجهود الوزارة لتوظيف التراث المعماري بما يضمن استدامته وتعظيم الاستفادة منه. كما تأتي هذه الاتفاقية ضمن سلسلة من الأعمال والاتفاقيات التي تم توقيعها تحقيقاً للخطة التنموية العاشرة وبرامجها الاستراتيجية، حيث تستهدف الوزارة طرح عدد من المعالم التاريخية في مختلف المحافظات للمنافسة في إدارة وتشغيل هذه المعالم من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأسهمت تجربة الوزارة الرائدة في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى زيادة تمكين القطاع الخاص والأسر المنتجة وإيجاد منافذ تسويق جديدة للحرفيين. 

كما كان لعدد من المعالم التي تم تشغيلها دوره الإيجابي في إثراء الوجهات والخيارات السياحية، وإيجاد مشاريع ذات قيمة مضافة للمجتمع المحلي، وتستمر هذه الجهود مع غيرها من المشاريع التي تعكف عليها الوزارة في إعادة إحياء مواقع التراث الثقافي في مختلف المحافظات وجعلها مقاصد سياحية وثقافية واقتصادية عملاً برؤية عمان 2040م والبرامج الاستراتيجية للخطة التنموية العاشرة.

 كما تسعى الوزارة من خلال خطة توظيف المعالم والمواقع الأثرية إلى تفعيل وتعزيز الشراكة المجتمعية بهدف استدامة التراث والموروث الوطني، وتعزيز مساهمة قطاع التراث في النشاط الاقتصادي وزيادة مصادر الجذب السياحي وتنوّعها.


ويقع حصن لوى على بعد كيلومتر ونصف تقريبا من مركز الولاية ويتميز بموقعه الجغرافي بالقرب من البحر. ويعود بناء الحصن لأكثر من 400 سنة واستخدم كحصن للحماية كما كان مقرا لسكن الوالي وإدارة ومناقشة شؤون الولاية.
 وقامت وزارة التراث والسياحة في عام 2000 بإعادة ترميمه وتم الانتهاء منه في عام 2003 ليفتح ابوابه أمام الزوار. ويحتوي الحصن على سور رفيع و5 ابراج تستخدم للمراقبة ويوجد به مدخل رئيسي يعرف قديما بـ “الصباح” وكان الوالي والقاضي ومجموعة من المشايخ وأعيان الولاية يجتمعون صباح كل يوم في الحصن لمناقشة شؤون الولاية وحل القضايا والمواضيع التي تهم مواطني الولاية، كما يوجد فيه مسجد.

أما “القصبة” فهي عبارة عن أعلى مبنى في الحصن وتتكون من ثلاثة طوابق وتحتوي على 5 غرف وصالتين، كما أنها تحتوي على مدخل رئيسي (صباح) وغرفتين واحدة للبئر وعمليات حفرها وتنظيفها والأخرى للاستحمام وهذه القصبة كانت تستخدم سكنا للوالي وعائلته إضافة إلى مهمتها الأساسية لارتفاعها الشاهق حيث كانت تستخدم للمراقبة ومنها يمكن رؤية مواقع بعيدة، كما يوجد بها مجلس للضيوف يعرف قديما باسم “السبلة”.

كما توجد في الحصن ثلاثة آبار متوزعة في مواقع مختلفة من الحصن كانت تستخدم قديما لأغراض عديدة منها الطبخ وري المزروعات في الحصن. وتطرق المندوب السياحي للحصن إلى المحتويات التي أضيفت إلى الحصن عند الترميم ومنها المسرح الذي بني بطريقة مستوحاة من المسارح القديمة وتقام فيه حاليا عدد من الفعاليات الوطنية المتنوعة. 

ويوجد في الحصن العديد من النقوش والرسومات المتنوعة أكثرها عبارة عن أشكال متنوعة للسفن البحرية القديمة بأنواعها المختلفة إضافة إلى الأبيات الشعرية التي كتبت على الجدران وحولها تواريخ هجرية.  ويحيط بالحصن عدد من المنازل وأشجار النخيل ويمكن للزائر من خلال الصعود إلى أبراج الحصن مشاهدة قرى مختلفة من ولاية لوى مثل قرية “حرمول” الساحلية وأشجار القرم التي تشتهر بها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*