جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: حمدان البادي|
هل فقدت الأشياء بريقها ولم تعد مدهشة؟. أم إن عيوننا اعتادت عليها ولم نرها لافتة، إذا كان سقراط قال: “إن الفلسفة تبدأ من الدهشة”، فإن لذة السفر تبدأ من دهشة الاكتشاف الأولى، كما يقول الكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت: “الدهشة هي لذَّة كل ما لم يُكتشف بعد، كل ما لا يُتوقَّع أبدا، كل ما احتجب عن الأعين، وكل ما استتر جوهرُه الخالد خلف قشرة التبدُّل”.
الدهشة هي العنصر المحسوس حيث متعة الاكتشاف الأولى ورؤية الأشياء وكأننا نراها للمرة الأولى حين يتحفز الدماغ لأبعد من الرؤية العامة للغوص في تفاصيل الموضوع وكأن قوة خفية تجذبنا إلى عوالم لا يمكن إدراكها.
الدهشة هي اللحظة الفاصلة بين الواقع واللاواقع اللحظة التي يحتاج فيها الشخص ليخرج من الدهشة ويعود للحالة الطبيعية.
الدهشة التي وصفها الفيلسوف رينيه ديكارت، بالشعور الإنساني الأول من الأحاسيس الغامضة، فهي حالة من الحيرة العقلية القصيرة والمكثفة، ولحظة مواجهة بين وعي الإنسان وشيء آخر مفاجئ أو نادر أو غير متوقع.
لذا التأمل والإنصات للذات والسلام الداخلي من أبرز المحفزات للدهشة بحثا عن لحظة ننطق فيها لا شعوريا، “يا لله” للتعبير عن مرحلة عميقة من الإبهار والاحساس بالمكان في لحظة إدراك عميقة لا يصل إليها المشغولون بهواتفهم أو أولئك الذين لم يصلوا إلى مرحلة القناعة والرضا بالشيء، كمن فقد بوصلة الاتجاه.
بالنسبة لي في كل سفر أحاول أن استمتع باللحظة مهما كانت الوجهة استمتع بوقتي وابحث عن تجارب جديدة تخصني وحدي ودروب جديدة أمشي عليها واترك نقطة للعودة مع كل فقد لبوصلة الاتجاه. لا انكر إنني أمشي أحيانا على خطى الآخرين وتجاربهم، أتتبع الحكاية في الروايات واستطلاعات جريدة العربي المصورة والأفلام ورحلات المشاهير وكتب الرحالة.
أغرق في التفاصيل ودهشة المستكشف الأول، احرص على الاستفادة من كل لحظة في السفر وأخصص وقتاً لارتياد الساحات العامة التي تعج بالناس للتأمل واستكشاف عوالم من الحياة قد لا يتاح لنا رؤيتها إلا في جموع الناس بمختلف اشكالهم، والوانهم، وجنسهم وجنسياتهم.
Halbadi03@gmail.com
