بقلم يوسف بن أحمد البلوشي | التوجيهات السامية التي تفضل واسداها جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، لأعضاء مجلس الوزراء خلال ترؤس جلالته الاجتماع الأخير للمجلس ببيت البركة العامر، تشكل رسالة وخارطة طريق في أهمية استثمار موقع عمان الاستراتيجي الذي بين الشرق والغرب من أجل استقطاب الاستثمارات إلى السلطنة.
ولا شك ان توجيهات جلالته، ايده الله، شكلت حجر أساس ورؤية بعيدة لمرحلة مهمة تتطلب البحث عن استثمارات، خاصة وان موقع السلطنة استراتيجي من كل النواحي التي تتيح للمستثمرين فرصا جديدة وبيئة مثالية للاستثمار إذا ما وجهنا بوصلتنا نحو المستثمرين الجادين وقامت الجهات المسؤولة بدورها الفاعل من أجل تعريف المستثمرين بالفرص المتاحة على أرض السلطنة وهيأنا القوانين التي تسهل للمستثمرين التوافد إلى السلطنة.
ان توجيهات جلالته، أعزه الله، جاءت في وقت مهم ومن نظرة ثاقبة، لادراك جلالته ان عمان بها الكثير من أجل استقطاب المستثمرين، ولكن علينا العمل بجد ومثابرة أكبر للتحرك بشكل مدروس في كيفية توصيل رسالة السلطان إلى المستثمرين في الخارج وكذلك كيف يقرأها المسؤولين القائمين على مناخ الاستثمار في الداخل.
فمنذ تولي جلالته مقاليد الحكم وجلالته يدرك أن أرض عمان بها من الخير الكثير الذي يجعل منها حاضنة لاستثمارات العالم. فالسلطنة مترامية الأطراف من شمالها إلى جنوبها وفي كل ولاية بيئة استثمارية تشكل فرصا مهمة للمستثمرين الباحثين عن مناخ آمن.
هذه المقومات التي تتيحها السلطنة يفترض تهافت المستثمر إلى السلطنة كونها أرض خصبة للاستثمار سواء من الداخل او الخارج.
ومهما حاولنا الاستثمار من خلال الصناديق العمانية في الخارج وهو أمر بلا شك مهم لتنويع سلة الاستثمارات ولكن تبقى عمان أحق بأي استثمار يقوم به صندوق أو جهة ما. ونعتقد أو نفترض أن المسؤولين يدركون أن استثمارات الداخل تهيىء بيئة الاستثمار لمن هم في الخارج. بحيث اذا وجد المستثمر الأجنبي ان الحكومة ورجال الأعمال في الداخل يستثمرون في البلاد فهذا يعطي أريحية وأمان للمستثمر الأجنبي. لكن إذا نحن صدرنا استثماراتنا إلى الخارج فسوف يتساءل المستثمر الأجنبي لماذا يستثمرون في الخارج إذا كانت بلادهم أحوج للاستثمار. وهذا يضع علامات استفهام أمام المستثمر الأجنبي.
لذا علينا أن نقنع أنفسنا بأن عمان أحق باستثمارات البلاد واي مستثمر عماني، ومن ثم المستثمر الأجنبي سيأتي بنفسه حينما يجد التهاتف المحلي على الاستثمار في البلاد.
ان رسالة جلالة السلطان، حفظه الله ورعاه، تشكل أهمية في مرحلة يجب علينا أن نبدأ بالاستثمار المتنوع في كل القطاعات حتى ينجذب المستثمر الأجنبي إلينا بروح وثابة لا تردد فيها.
فلنتدارس جيدا تلك الرسالة التي وجهها سلطان البلاد إلى مجلس وزرائه حتى تكون تحركاتنا من خلالها دافعا للبحث عن المستثمرين الجادين وليس المستثمرين العقاريين الذين يتاجرون بأراضينا.