يكتبه: يوسف البلوشي|
قبل عام تقريبا طرح الرئيس التنفيذي لطيران السلام الكابتن محمد أحمد، مسألة ارتفاع أسعار الوقود في مطار صلالة، خلال مشاركته في المنتدى العربي الثاني للسياحة والتراث، الذي استضافته صلالة بتنظيم من المركز العربي للاعلام السياحي، والتي لاقت اهتماما وتداولا من الناس على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى استجابت الحكومة بتوجيهات من جلالة السلطان المعظم، بمعادلة سعر الوقود ليكون بنفس تسعيرة الوقود في مطار مسقط الدولي.
وعاد “الكابتن” يوم الاثنين الماضي وطرح موضوعا آخر وهو الضرائب التي يدفعها كناقل وطني اقتصادي إلى رحلاته لمطار صلالة والتي تصل الى 20 ريالا عن كل مسافر من غير رسوم الوقود، وهو ما نفته هيئة الطيران المدني مشيرة الى ان الكلفة من الرسوم 8.8 ريال عماني.
ولعل مثل هذا الطرح لم نعتاد عليه طوال السنوات الماضية، لكن اليوم يبدو أن رئيس طيران السلام، يغرد خارج السرب، لعله يريد تصحيح بعض الأمور التي يراها من وجهة نظره كونه مسؤولا عن ناقل اقتصادي عماني، وبالتالي تشكل هذه الضرائب عبئا ماليا، على الشركة التي انطلقت قبل سنوات وأصبحت تنافس في سوق الخطوط الجوية بفاعلية مع وجهاتها التي تصل إلى 41 وجهة ومحطة محلية ودولية.
مثل هذه الاطروحات لعلها تحرك مياها راكدة، هدفها تصحيح بعض الظروف التي قد تكون اتخذت سابقا، ولكن اليوم وفي قطاع الطيران يجب ان تسهم الحكومات في دعم قطاع الطيران نظرا لدوره في دعم السياحة على وجه الخصوص إلى البلد. فكل الدول تدعم شركاتها الجوية، وتوفر لها كل التسهيلات في مقابل تلعب هذه الشركات دورا في تعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري والسياحي وتحريك مطاراتها وأسواقها وفنادقها في ظل حراك من حيث جذب السياح.
ما يطرحه “الكابتن” يعطي مؤشرات ايجابية لاهمية التعاضد بين الجهات وتدارس بعض الأمور التي تسهم تصحيح أوضاع يمكن لم يطرحها أحد من قبل، لكن تبقى ذات أهمية لانعاش اقتصادي لسلطنة عُمان، بحيث لا ننظر للضرائب على أساس انها مصدر دخل لخزينة الدولة، ولكن قد تضر من جوانب اقتصادية أخرى. لكن في المقابل يجب أن نطرح الحقائق من دون زيادة ونقصان لمجرد بهرجة وتحريك الشارع المحلي ضد الحكومة وما يشكل يشكل سخطا وضغوطا من الرأي العام. فبماذا سيرد “الكابتن” بعد البيان التوضيحي لهيئة الطيران المدني؟.