المقاهي في تركيا.. فصول من التاريخ القديم والحديث

اسطنبول – العُمانية|

تحظى المقاهي في مدينة اسطنبول التركية بشعبية رائعة ومكانة عالية ذلك لأنه يمكنك العثور على مقهى في كل ركن من أركان المدينة واكتسبت بعض المقاهي قيمتها التاريخية من شهرة مرتاديها في مجالات الفن والأدب والسياسة.

يعود افتتاح أول مقهى في إسطنبول إلىخمسينات القرن السادس عشر من قبل “قهوجيين” من العرب، وهما “حكم الحلبي وشمس الدمشقي” في منطقة ” تاهتا قلعة ” في إسطنبول.

وقد أحدثت المقاهي منذ انتشارها تغييرا في أسلوب تناول الطعام والشراب عند الأتراك، فتحولت إلى أماكن بارزة للتفاعل الاجتماعي.

ويقول المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي، أنه يزداد الاهتمام بالمقاهي خاصة في شهر رمضانحيث يلتقي الأتراك في الساحات عمومية وفيها يجتمع الفنانون والرجال من مختلف الأعراق واللغات ليقضوا وقتا طيبا ويناقشون الموضوعات ويتبادلون الآراء والمعلومات مع أصدقائهم.

وأضاف: حتى الشعراء، ينظمون أشعارهم هناك ويقدم لهم الشاي أو القهوة أو التبغ في المقهى في تلك الفترة.

وأردف قائلا: أصبحت المقاهي نقطة التقاء للكثير من الباحثين والأدباء، بعضهم يقرأ الكتب، والبعض الآخر ينهمك في لعب طاولة الشطرنج، فحلت المقاهي محل المنازل، كونها أماكن للراحة واحتساء القهوة، وحتى التجار يبرمون صفقاتهم فيها.

وتذكر المصادر التاريخية، أن الدولة العثمانية ضمّت ما يقارب من 600 مقهى، أبرزها في إسطنبول في عهد السلطان سليم الثاني والسلطان مراد الثالث، وفي السنوات الأخيرة، بات من الملحوظ الإقبال الكبير على المقاهي الكلاسيكية في إسطنبول، لتميزها بالجمع بين القديم والحديث، والتاريخ الذي يمتد إلى أكثر من 5 قرون بالإضافة إلى احتوائها على ثقافات وفنون العديد من الحضارات المختلفة.

ويشكل رواد المقاهي في اسطنبول مزيجا كبيرا من الأعراق والجنسيات المختلفة، فيشكل الأتراك النسبة الأكبر منهم، يليهم الأوروبيون والعرب، نظرا لوقوع المكان في قلب الأماكن التاريخية، وبجانب العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية.

وكانت المقاهي العُثمانية معلما لثقافة أجيال عبر الزمن، ومازالت حتى الآن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*