مقال| هل ستقدم الاستراتيجية العمرانية نموذجا للترفيه المستدام؟

يكتبه: د. رجب العويسي|

يطرح هدف الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية 2040 “بيئة عمرانية خضراء مستدامة” وعبر تبني حكومة سلطنة عمان لجملة من الأدوات والإجراءات لتعزيز الاستدامة في البنية العمرانية، وتوفير المساحات المفتوحة لأغراض الترفيه وتعزيز الطبيعة وصحة المجتمع في المناطق الحضرية، أهمية التعاطي الواعي نحو حضور هذه البيئات الترفيهية والجمالية في منظومة التخطيط العمراني الحضري في محافظة مسقط وغيرها من المحافظات.

وبالتالي جملة المعايير والأسس التي يجسدها نموذج التخطيط الحضري من خلال كود البناء الذي يتيح الفرصة لتطبيق المعايير والالتزامات التي تضمن مساحة أكبر من الخصوصية وجودة الحياة في المباني السكنية، وتمنع أي مبرر للتعدي على إحرامات الشوارع، ومسارب الاودية، كما تراعي الخصوصية في الخرائط الاسكانية، ومنع دخول المباني التجارية والصناعية والأسواق التجارية مع الأحياء السكنية، والحد من  تغيير استعمال الأراضي.

هذا الامر من شأنه أيضا أن يأخذ في الحسبان التزام الشركات ومقاولي البناء في تنفيذ الخرائط الاسكانية وإباحات البناء، والارتدادات والبلكونات المفتوحة والنوافذ وارتفاع السياج، الامر الذي يضمن المزيد من الاريحية في توفير البيئات المفتوحة  للترفيه، واستغلال مساحات الفضاء المحاذية للمساجد والقاعات متعددة الاستخدام، وتوفير البيئات والمسطحات الخضراء والتي يمكن  توفيرها في المساحات المحاذية للمساجد والأراضي المفتوحة  في الاحياء السكنية في إيجاد متنزهات لها ثقلها واهميتها في رفع درجة  الأمان والوعي الصحي والنفسي وتوفير بيئات لممارسة النشاط الصحي والبدني .

إن تطوير نظام الاستدامة للبنى الترفيهية والترويحية الناعمة في الأحياء السكنية، يأخذ في الحسبان تلك الصورة التكاملية التي يجب أن تتأسس خلالها منظومة الترفيه والبيئات الصحية الداعمة، عبر خلق مساحة أكبر للحوار الاجتماعي في ضبط مسار التخطيط وتوزيع الأراضي، والنزول  بالتخطيط  إلى الواقع ورصده وتشخيصه من خلال عدسة مكبرة تأخذ في الحسبان كل المعطيات التي باتت تشكل جودة حياة  السكان.

أخيرا يبقى وجود تكاملية في التخطيط العمراني الحضري تنطلق منها جهود وأولويات التطوير في المشهد السياحي الترويحي، الحلقة الأقوى لاستدامة الترويح، فإن ما يحصل من تعدٍ على حرمات هذه البيئات أو تغيير استعمالها يستدعي اليوم المزيد من الرقابة والضبطية على البيئات الترويحية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*