مقال| هل ترفع درجات حرارة الصيف من سقف الجهد السياحي؟.


يكتبه: د. رجب العويسي|

يبدو أن درجات حرارة الصيف، وما تشهده من ارتفاع عال منذ بداية شهر مايو، قد تعطي مؤشرات  تفاؤلية بفرص جيدة يقابلها  ارتفاع في مستوى الجهد السياحي المقدم في أجندة  المحافظات  والجهات المعنية بالسياحة.

ويأمل المواطن أن تشهد الأيام القادمة، الكشف عن جملة متنوعة من الفرص السياحية التي طال انتظارها، سواء من خلال تأهيل وإعادة هندسة البيئات السياحية المنتشرة على أرض سلطنة عمان برفع درجة الاستيعاب العددي والمعنوي للسياح، أو من خلال الكشف عن مواقع سياحية جديدة تضيف إلى خارطة السياحة الداخلية ميزات تنافسية أخرى، أو من خلال رفع درجة المرونة السياحية الضامنة لتوفير الاحتياجات الأساسية والناعمة للسياح ، واستحقاق جديد يضاف للموسم السياحي لمحافظة ظفار يصنع لحدث صيف السياحة في سلطنة عمان حضور في خريطة أفضل وجهات السفر والسياحة حول العالم

إن نمو هذه الصورة الإيجابية لدى المواطن بحاجة اليوم إلى جهد سياحي مبتكر وناضج ومتفاعل يستوعب حدث صيف السياحة القادم، وهي ضرورة أخلاقية وإنسانية واجتماعية ووطنية ومسؤولية يجب أن تتحمل  الجهات المختصة والمحافظات مسؤولية الوفاء بها، للقناعة بأن استيعاب أبناء عمان في الداخل وتعظيم دور السياحة الوافدة للداخل العماني  يرتبط كليا بإعادة انتاج مفهوم السياحة العمانية وتطويره وتنويع مساراته.

إن من بين التحديات التي يجب على السياحة العمانية اليوم أن تتعامل معها في ظل ارتفاع أفواج السياح العمانيين إلى الخارج، هو كيف خلق بيئات سياحية جاذبة محاكية للواقع السياحي العالمي في بعده المتوازن والمتناغم مع التراث والطبيعة وجماليات المكان وروح التغيير التي تطبع بصماتها على جودة الحياة.

إن السياحة المهمة الصعبة التي تتجه الأنظار حولها، وتتطلب في المقابل إرادة قوية وفكر متجدد، وقرار حاسم، وصدق في التوجه ورغبة أكيدة في تغيير الشكل المعتاد المتكرر الذي ما زال يلتصق بالسياحة العمانية وتشريبها بمفاهيم الابتكار والاستدامة والتنويع والإنتاجية والترويح الخلاق، بشكل يتناغم مع التحولات التي يعيشها الانسان ليجد في السياحة مساحة أمان تحفظ نسقه الاجتماعي وتحافظ على استمرار توقعاته التغييرية بصيف سياحي آمن ويستوعب اللحظة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*