مصيرة – تقرير “وجهات”|
مع دخول أشهر الصيف، تشهد جزيرة مصيرة نشاطا سياحيا مع هبوب الرياح الموسمية، التي تنشط خلال هذه الفترة مما تكون وجهة سياحية ورياضية خاصة لمحبي الزحلق على موج البحر التي تشهد ارتفاعا مع نشاط الرياح الموسمية.
وتشهد الجزيرة حضورا جيدا من محبي رياضة التزحلق على موج البحر خاصة في موسم الصيف حيث تزداد سرعة الرياح، مما جعلها وجهة سياحية عالمية لمحبي ركوب البحر. حيث يتوافد على الجزيرة أعداد من السياح من هواة ركوب موج البحر. واصبح عدد كبير من ابناء مصيرة يمارسون هذه الهواية بعد ان تعلموا على أيدي مدربين طوال السنوات الماضية، واصبحت هذه الهواية تجرهم لممارستها خلال موسم هبوب الرياح الموسمية على الجزيرة، الى جانب جذب محبي هذه الرياضة من دول الخليج ودول أوروبية اخرى.
ومع اشتداد حركة الرياح الباردة فترة الظهيرة، تشهد شواطىء مصيرة ازدحاما من قبل الهواة لبدء رياضة ركوب موج البحر، والاستمتاع بالطقس الرائع والهواء المنعش وتهب خلال شهري يونيو ويوليو الرياح الجنوبية التي تسمى محليا بـ(الكوس) بنسماتها الباردة التي تهب يوميا من دون توقف من جهة بحر العرب والمحيط الهندي وتستمر إلى منتصف سبتمبر، تزامنا مع أجواء موسم الخريف في محافظة ظفار كل عام.
تتمتع جزيرة مصيرة التابعة لمحافظة جنوب الشرقية وهي أكبر جزر السلطنة بثراء وتنوع بيئي وحيوي، وغنى بالثروة السمكية وانواع عديدة من القشريات والرخويات وتنوع في الكائنات البرية والبحرية والطيور مما يجعلها من بين اهم المواقع البيئية والسياحية في السلطنة.
جزيرة مصيرة تعددت أسماؤها عبر التاريخ لتتجاوز العشرة، أشهرها «سيرابيس» وهو الاسم الذي أطلق عليها في زمن الإسكندر المقدوني الذي اتخذها قاعدة له لغزو المنطقة وبلاد فارس.
جزيرة مصيرة هي أكبر جزيرة تقع قبالة الساحل الشرقي لسلطنة عمان على امتداد 95كم من الجهة الشمالية وحتى الجهة الجنوبية، وتبلغ مساحتها بحسب الدراسات الجغرافية حوالي 649 كيلو مترا مربعا.
ويوجد في الجزيرة ثاني أكبر تجمع في العالم وأكبر تجمع في المحيط الهندي لسلحفاة الريماني، حيث يعشش بها ما يقارب من 30 الى 60 ألف سلحفاة سنويا، كما يوجد بها نوعان من السلاحف، وهما الزيتونية التي تبيض في شواطئ جزيرة مصيرة بأعداد تصل الى 150 سلحفاة سنويا، والسلحفاة الشرفاف، التي تعشش في الجزيرة وجزر الديمانيات، وتجمعها في السلطنة يعتبر الاكبر على مستوى العالم حيث تبيض سنويا من 500 الى 1500 سحلفاة، بينما تعشش السلحفاة الخضراء في معظم شواطئ مصيرة، ولكن بأعداد قليلة مقارنة بتجمعها الاكبر في رأس الحد.
وبموقعها الجغرافي المتميز تعتبر جزيرة مصيرة مكانا مهما لمحبي مشاهدة ودراسة الطيور، حيث تعيش فيها وتأوي اليها أعداد كبيرة من الطيور وبالتحديد طيور البلشون، والنحام، والنورس، والخطاف، بالإضافة الى الطيور المهاجرة والقادمة من شبه الجزيرة العربية، والهند، وباكستان، وطيور اخرى من شرق أفريقيا، وسهول سيبيريا، واوروبا.
ويوجد بالجزيرة أكبر تجمع لنوع من الطيور، وهي الرخمة المصرية، التي تتواجد في شمال الجزيرة ووسطها، بالإضافة الى العديد من الطيور المستوطنة بها، كالعقاب النساري، الذي يوجد بالشمال الشرقي للجزيرة، والبلشون الرمادي بالشمال الغربي للجزيرة، والنحام الكبير في الغرب، وصياد السمك ابيض الياقة، وخطاف البحر سانتوش، وخطاف البحر الابيض الخد، في الوسط الغربي من الجزيرة.
وتعد الجزيرة المكان الوحيد في السلطنة الذي يتواجد فيه طائر “زقزاق السرطان” وهو طائر مهاجر ابيض اللون يعيش على الشواطئ البحرية والصخرية والرملية يبلغ طوله 38 سنتيمترا واجنحته طويلة ومدببة وذيله قصير، اما منقاره فهو قوي ويشبه منقار مالك الحزين وذو أرجل طويلة وجناحاه اسودان.
كما تعد جزيرة “مرصيص الصغيرة” التي تقع في الجزء الغربي من منتصف جزيرة مصيرة احدى اهم المناطق التي تتكاثر فيها الطيور البحرية وخصوصا أيام الرحلات الموسمية الخريفية منها طيور النورس الاقحم، والخرشنة الوردية، والبيضاء الخد، والصغيرة بيضاء الوجه، كما ان هناك انواعًا من الطيور التي تزور الجزيرة والتي تنتمي الى طيور الهند، وجنوب آسيا مثل الببغاء الصغير، والشقراق الهندي، والغراب، والبلشون الهندي، والوقواق الغامق.