مقال| هبطة العيد موروث اجتماعي بذائقة سياحية

يكتبه: د. رجب العويسي|

 يمثل الموروث الاجتماعي بما يضمه من عادات وتقاليد وأساليب في الحياة والعيش رصيدا ثقافيا ومنصة سياحية متجددة، تمنح السياحة العمانية فرص التنوع والاستدامة ومعايير القوة، وتحمل هبطة العيد التي تقام في مختلف ولايات سلطنة عمان في أيام العشر الأخيرة من رمضان والعشر الأولى من ذي الحجة، مدلولات  اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياحية، فهي من جهة تعكس  نموذجا للتناغم الاجتماعي، القائم على لغة الحوار والتكامل والتعايش والألفة والتسامح، كما أنها تمثل نموذجا اقتصاديا يظهر في نشاط الحركة الشرائية في الهبطات وتوافد المواطنين إليها من مختلف الولايات، الأمر الذي أسهم في تنشيط حركة الأسواق التقليدية وإعادة انتاجها بصورة عصرية متجددة.

وانطلاقا من القيمة المضافة للموروث الثقافي في تعزيز وتنشيط الحركة السياحية، وفي ظل ما تقدمه السياحة التراثية والثقافية من فرص متنوعة، باتت الهبطات تشكل نموذجا سياحيا، ومساحة  ترفيهية للأهالي والمقيمين والزوار، يظهر ذلك في توافد السيّاح الأجانب إليها، واختلاطهم بالناس والتقاط بعض الصور الجميلة حول ما يتخلل هذه الهبطات من عادات وتقاليد، وما يتداول فيها من مفردات تسويقية للبيع والشراء “المناداة”، بالإضافة إلى ما يتم عرضه من مستلزمات فضية وتراثية وأدوات الزينة، لذلك أصبحت فرصة للكثير من السياح الأجانب والمواطنين للتوافد على هذه الهبطات في الحصول على أنواع المنتجات المحلية التي قد لا توجد في مواسم وأوقات أخرى .

على أن ما يمارس في اثناء هذه الهبطات وبشكل خاص في هبطات عيد الأضحى من رياضات وسباقات الخيل والهجن وما يصاحبها من نشاط لفرق الفنون الشعبية بالولايات، تعابير تصقل الذائقة السياحية، وتبرز جماليات هذه الصورة لتصنع لهذه الهبطات قوة حضور سياحي قادم مبتكر.

أخيرا فإن ما باتت تنشره تقارير الصحفيين والإعلاميين، وعدسات المصورين وكاميرات الهواتف الذكية من صور ووسائط اليوتيوب والتيك توك وغيرها، والمواقف التي ترصدها لما يدور في هذه الهبطات، محطة تسويقية جديدة للسياحة العمانية مدخلها الموروث الاجتماعي العماني. 
ويبقى التساؤل هل ستصنع الحركة النشطة لـهبطات العيد مساحة لتطوير الأسواق التقليدية لتشكل بيئة تسوق مناسبة؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*