مقال| سياحة “الموبايل” تحتاج الاطمئنان


يكتبه: محمود النشيط|

إعلامي بحريني  @mdailypr

كثيراً ما تحذر وزارة الداخلية وأجهزة الشرطة والأمن، عبر قسم الجرائم الإلكترونية في معظم الدول من المحتالين الذين يعملون على الإيقاع بضحاياهم بشتى أنواع طرق النصب والخداع، ويعملون باحترافية لخلق طرق ملتوية عديدة مستغلين جميع السبل وعبر مختلف الوسائل لتحقيق مآربهم الدنيئة وليس آخراً استهدافهم للسياح عبر عروض وهمية تنشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

المحتالون وجدوا أن هناك أشخاصا ينجذبون بسرعة هذه الأيام وهم يبحثون عن رحلات سياحية متكاملة أو خدمات معينة وبأسعار معقولة بعيداً عن الإستعانة بوكالات السفر والسياحة المضمونة والمعروفة بأسمها والمرخصة تجارياً ويمكن مقاضاتها إذا ما حدث أي إشكال لا قدر الله في الحجوزات أو الخدمات المدفوعة.

هذا الإقبال الكبير خاصة في مثل هذه الأيام وبسبب الضغط الكبير في الإجازة على السفر للسياحة أو زيارة الأهل تجد العروض بدون حصر منوعة، وأسعار بعضها مغرية جداً في الوقت الذي تجد المواقع الرسمية أو عبر الاتصال المباشر لشركات الطيران تؤكد لك بأن الحجوزات خلال الأيام القادمة مكتملة، وإن وجدت فإن الأسعار مرتفعة جداً.

أصحاب الخبرة البسيطة من السياح في طرق المحتالين أو الواقعين في شباكهم، وهم النادمين بعد أن دفعوا مبالغ إلى جهات وهمية كان “الموبايل” الوسيط بينهم، وعند اقتراب موعد السفر أو في المطار يصابون بالصاعقة لعدم وجود مصداقية حقيقية أو كيان للشركة التي تعاملوا معها لحجز رحلتهم!.

الشكوى عند الجهات المختصة بعد فوات الأوان ليس في كل الأحول ممكن أن تعيد الحق لأصحابه وتحاسب المحتالين، وفي بعض الأحيان يصعب ذلك خاصة إذا ما كانوا متمرسين في الإجرام الإلكتروني والتخفي السريع بعد أن أوقع بضحاياه رغم وجود التحذيرات المستمرة عبر مختلف الوسائل من جرائم المحتالين المتنوعة.

“الموبايل” عندما يتحول من وسيلة اتصال وتواصل سلمية إلى نقمة على صاحبه هو يتحمل كامل المسؤولية، وسعيه للربح السريع عبر التوفير الأكثر واختصار الوقت جعله يخسر الكثير وكل شيء مما رسمه في رحلته القادمة، وحول فرحته السياحية إلى تعاسة ودرس له وللآخرين الذين يجهلون أفعال هذه الفئة من المحتالين الإلكترونيين.

التحذيرات لن تتوقف وجرائم المحتالين مستمرة وعلى السياح وغيرهم عند التعامل مع الطرف الآخر للأمور السياحية أو الخدمية وغيرها من أخذ الحيطة والحذر، وخسارة الكثيرين لأموالهم بعد ضغطة زر على رابط صنعه “هكر” لا يسعى لخدمتك وإنما للنصب عليك بعد أن وجد فيك الشوق للسفر والبحث عن عروض بأسعار وهمية في وقت قياسي لتكون أنت الضحية الجديد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*