كهف الهوتة.. متحف طبيعي لأشكال الصخور المتدلية والجبس المتكون منذ مئات السنين

الحمراء – وجهات|

 
يعد كهف الهوته، أحد المعالم السياحية المهمة في سلطنة عُمان، ويقع بين الهضاب الجبلية في أجواف جبال ولاية الحمراء في محافظة الداخلية ويعتبر ثاني أكبر كهف في عمان بعد كهف مجلس الجن في ولاية قريات، وسمي الكهف بالهوتة نسبة إلى القرية الموجودة بالقرب منه، والذي يبعد عن مركز الولاية بحوالي 10 كيلو مترات.

يمكن وصف الكهف على أنه وادٍ متطور أو منظر جانبي لنهر جاف وتنحدر منحدراتها باتجاه مجرى النهر لمخرج الوادي قرب كهف الفلاح وتنحدر بتدرج لمسافة قبل أن تسقط بانغماس في منحدر آخر لتشابه السلم الهندسي الذي يتوسط البحيرات وللكهف العديد من الفروع والغرف الصغيرة المزينة بأعمدة كربونات الكالسيوم الصاعدة والنازلة للصخور المتدلية والأحواض. والأعمدة الهابطة متوازية في الروابط التي تكون واضحة في السقف.

درجة الحرارة مريحة والكهف مهوى، لأن الهواء يتغير كلما تغير الضغط الجوي ويصل الهواء الخارجي للداخل من كهف الهوتة إلى كهف الفلاح، مروراً بالبحيرات والتي تتغير إلى هواء جيد ومنعش.
لم يصبح الكهف كما نعرف عن الكهوف في العصور الغابرة وإنما تشاهد تلك الجسور والممرات الحديدية والاسمنتية، والممر ممتد من بداية الكهف ويمشي فيه الزائر متنقلا من قاعة إلى قاعة حتى يصل إلى منبع الماء وهو يمشي في هذا الممر سالكاً طريقة بسلام وبأمان متجنباً الغبار على الصخور ومن ثم يتقدم إلى الأمام متبعا طريق الممر من دون الرجوع إلى نفس الطريق حتى يصل إلى نقطة النهاية ، وقد تم إنارة الكهف إنارة كاملة بحيث يشعر الزائر أنه بداخل متحف طبيعي لأشكال الصخور المتدلية والجبس المتكون عبر مئات السنين نتيجة قطرات الماء الهابطة من أعلى والتي أثرت في تركيبة أرضية الكهف فتكونت الأحواض المائية المنتشرة في الكهف، كما يوجد جداول ماء صخرية نحتتها المياه خلال فترة زمنية تقدر بالاف السنين التي تدل على قدرة الخالق .

وتعتبر الصواعد والهوابط الخصائص الطاغية على نظام هذا الكهف والأكثر جذباً للأنظار هي الأعمدة الصاعدة ، كما تدل ألوان الصخور المتدلية المختلفة على أجيال عديدة وربما تعكس تأثرها بظروف مناخية مختلفة تصل الأعمدة لحوالي 5 أمتار قطرياً، كما أن هناك أعمدة منتظمة على شكل أعمدة مخروطية. أما الأعمدة النازلة فهي شاهد على وجود تشققات في القواعد حيث ترتبط مع سقف الكهف. والغرف الفرعية الفسيحة في نظام هذا الكهف تظهر عدد من الصخور المتدلية والأعمدة النازلة.

كهف الهوتة أو كما يسميه البعض كهف الفلاح هو عبارة عن منطقة ترسيب عظيمة، جلاميدها الصخرية التي تغطي القنوات هي أكثر صفة وشداً للانتباه عند المدخل وهذا الدليل عند كل قاعات الدخول لنظام الكهف، بعض هذه الجلاميد عملاقة وتصل حوالي 10م. وبعض الترسبات متنقلة من وادي الهوتة نزولا لقناة الكهف. وهناك بعض الحطام الذي استقر عند مقدمة البحيرة مكوناً تلة صغيرة مدللة على ذوبانها بعد فيضان عظيم.

بحيرة الكهف بحيرة لها أمتداد كبير ويقال أن امتدادها يصل إلى وادي تنوف بولاية نزوى وبحيرة الكهف يوجد فيها الماء على مدار العام لا تتعرض للمحل وتعيش في البحيرة أسماك عمياء وشأنها في ذلك شأن معظم الأسماك التي تعيش في الكهوف. فبعضها تظهر بدون أعين ولكنها تملك شعيرات طويلة لتلتمس الطعام. وبعضها يملك عيون صغيرة جداً أسماك الكهف كغيرها من الأنواع التي تقطن الكهوف تكون شاحبة وأجسادها تفتقد للألوان وذلك كنتيجة لعيشها في بيئة مظلمة أو بها إضاءة خفيفة . لكنها تملك نشاطا قويا في الحواس الأخرى وفي بعض الحالات أعضاء إضافية مدركة للمس تتوزع على الجلد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*