مقال| قلعة الميراني سياحية..!

يكتبه: يعقوب البلوشي|
 
لعل الخبر الذي أثلج صدر المهتمين في قطاع السياحة هو ما أعلنته وزارة التراث والسياحة حول عرض قلعة الميراني لمنافسة تطويرها بغية الاستفادة السياحية وفتحها للزوار والسياح في قادم الوقت، وهو قرار في المسار الصحيح الذي لطالما انتظرناه حتى يتم توظيف هذه القلعة التاريخية سياحياً مما يشكل هذا الأمر تنوعاً في المنتج السياحي في مسقط وذلك لما تمتاز به هذه القلعة من ثراء تاريخي ودليل بارز على الحضارة العمانية وتفاعلها مع الغزاة والمحتلين في قبل خمسة قرون من اليوم وهي فترة زمنية ليست بسيطة في التاريخ المكتوب في المنطقة.

بُنيت قلعة الميراني بشكل برج كبير قبل قدوم البرتغاليين إلى عمان، وفي عام 1588م أعاد البرتغاليون بناء القلعة وذلك على أنقاض المبنى القديم وأضافوا لها منصات للمدافع ومخازن وسكناً لقائدهم وتم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر. كما تعتبر  قلعة الميراني أو “قلعة كابيتان” دائما من أهم الحصون، فقد ذُكر ان الحاكم البرتغالي في مسقط مارتينو افونسودي ميلاو كان يقيم هناك سنة 1032هـ – 1623م عندما تشتد حرارة الجو مع انه كان يقيم معظم السنة في مجمع جريز أسفل القلعة. فهذه التفاصيل المذكورة في أكثر من مصدر تاريخي وبحثي، تحتاج إلى منظومة متحفية متطورة لدى إبرازها وايضاحها للسائح مستقبلاً، مع الأخذ في الاعتبار وضعها السردي والتاريخي لمكانة القلعة لدى العمانيين، حيث نتمنى من القائمين على تطوير هذه القلعة أن يضعوا نصب أعينهم المكانة الاعتبارية للقلعة من حيث وضع الوثائق الخاصه بها وطريقه بناء القلعة في قالب متحفي متطور مدعومةً بعروض تقنية قادرة على إيصال الأهمية والمكانة التاريخية لهذه القلعة عبر خمسة قرون مضت. وذلك لما تحويه القلعة من جمالية معمارية وبعد زمني كبير في موقعها البارز في مسقط والشاهد على تفاعل تاريخي بين مسقط وأطماع خارجية تسللت واستوطنت بدوافع تجارية. 

إن توظيف قلعة الميراني سياحياً بالتقنيات الحديثة سوف يمنح انطباع تاريخي مهم عن عراقة مسقط وكذلك سوف يمرر شعور بالفخر لدى الجيل القادم حول أهمية التراث والشواهد التاريخية عبر إدهاشه بصرياً من خلال لغة تتوائم مع التقدم التقني في العالم من حوله.
كما اننا نطمح إلى إضافة بعض الخدمات السياحية في القلعة بدءاً من المطعم العماني الذي سوف يعكس الضيافة العمانية وبعض الاكلات التي توحي حول تنوع المائدة العمانية وتفاعلها مع الحضارات الاخرى عبر تطعيمها بالعديد من التوابل المستورده في سابق الوقت، بالاضافة الى محل للتحف مختص في المجسمات الرمزية التي تحتوي على تفاصيل عمانيه بدءاً من مجسم مبخرة ريام وقصر العلم وبرج الصحوة ودار الاوبرا السلطانية مسقط والجامع الاكبر وغيرها من رمزيات السلطنة، بالإضافة إلى إيجاد محلات تبيع اللبان العماني والعطور العمانية، حتى تتواءم فكرة التطوير للقلعة من محتوى محلي يبرز للسائح تفاصيل السلطنة سياحياً وتاريخياً. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*