جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
يأتي حديثنا عن سياحة الكتاب تزامنا مع معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يمثل تظاهرة ثقافية فكرية سياحية، وهو طرح ينطلق من الحضور النوعي الذي باتت تشكله السياحية الثقافية والتراثية والفكرية في اقتصاديات العالم، فإن اقتصاد المعرفة الذي يمثل محور الاقتصاد العالمي، يضع الأصول الفكرية والثقافية والفنية غير المادية، ومنها الكتاب، وما تتطلبه في عمليات التسويق لها ونقلها وإعادة انتاجها من برامج التعليم والتثقيف والاعلام والبحث العلمي والابتكار، الحلقة الأٌقوى في دعم الاقتصاد العالمي، وإضافة استثمارات عالية النتائج في المنظومة الاقتصادية الدولية.ولمّا كان الكتاب يوثق في حروفه وبين سطوره أروع من أنتجه الفكر البشري من حقائق ومعطيات حول الثقافة في إطارها غير المادي؛ بما فيها من جملة القيم والعادات والتقاليد والأخلاق والمفردات والمفاهيم وأساليب العيش والرصيد القيمي والاخلاقي، والفنون والأداب والعلوم والاحتفال بالعلماء والمصلحين، أو بما يسطره الكتاب بين دفتيه من توثيق ووصف للثقافة في إطارها المادي من قلاع وحصون وبيوت ومواقع أثرية وتأريخيه وافلاج ومدن حضارية وغيرها، لذلك أصبح التعاطي مع معارض الكتاب أكثر تناغما مع متطلبات اقتصاد المعرفة، وتعزيز دور الثقافة كمنتج استثماري واقتصادي واعد.
من هنا تمثل بنية الكتاب ذاته ورسالته في الحياة، وتنقله وانتقاله بين مختلف دول العالم، سفير الثقافة والفكر، وحاملا رسالة السلام والود والتقارب بين البشر، محطة تصنع للكتاب أهمية كبرى في تعزيز السياحة العمانية فمن جهة توفر معارض الكتاب في أجندتها بيئات ثقافية وفكرية وإعلامية واستثمارية واعدة، تنشط فيها حركة الحوار الفكري مع المثقفين والعلماء والمفكرين، ومن جهة أخرى تنمو فيها فرص استثمارية بما فيها من توقيع عقود البيع والشراء والاتفاقيات مع دور النشر العالمية، ومن جهة ثالثة فرصة في استقطاب المفكرين والعلماء والخبراء الدوليين والمخترعين والمنتجين للفكر في مختلف فنون المعرفة الإنسانية في قدومهم الى سلطنة عمان.
أخيرا، كيف نصنع من المنتوج الفكري السياحي حول سلطنة عمان بما فيه من صحف ومجلات معنية بالسياحة أو ما تم نشره من كتب ومؤلفات وإصدارات المؤسسات، فرصة للترويج للمقومات السياحية والطبيعة والبيئية والمعالم التراثية والحضارية في سلطنة عمان؟.
