رسخ مكانة الولاية في التاريخ خلال فعاليات امتدت لـ 8 أيام
صور – وجهات |
اختتم السبت الماضي مهرجان التراث البحري مهرجان التراث البحري العُماني الذي نظمته وزارة التراث والسياحة خلال الفترة من 3 حتى 19 فبراير 2023 بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، حيث عمل المهرجان على إبراز الدور التاريخي للولاية قديما وحديثا، والترويج والتعريف بالتراث البحري والمقومات السياحية بمحافظة جنوب الشرقية، مستقطبا بفعالياته العديد من الزوار حيث استقطب المهرجان نحو 72 ألفا و267 زائرا خلال الايام الثمانية الأخيرة.
وقال خميس بن راشد المسروري عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الشرقية، إن أهمية اقامة المهرجان تكمن في ترسيخ مكانة ولاية صور في التاريخ البحري العماني ومدى ارتباطها بالبحر منذ الازل، وهذا المهرجان فرصة للأجيال المتعاقبة في ادراك مكانة صور عبر التاريخ والدور المحوري الذي قامت به في الحركة التجارية عبر البحر، وسلط الضوء على الفرص الاستثمارية والسياحية الذي يمكن استغلالها في الوقت الراهن .
وأضاف أن المهرجان يعد اضافة رائعة لمنظومة الترفية لكل أبناء المحافظة والاستمرار في اقامته سنويا سيؤدي حتماً الى تطور المهرجان من نسخة الى أخرى ، كما سيكون فرصه لاكتساب ابناء المحافظة خبرات في تنظيم المهرجانات والملتقيات وبقية الفعاليات، كما أنه كان يُعد نافذة لروائد الاعمال والاسر المنتجة في القيام بأعمالهم وترويج منتجاتهم.
وأشار إلى أن وزارة التراث والسياحة نفذت العديد من الفعاليات حول سلطنة عمان، حيث يُعد أمرا جميلا جدا وحرصها على تنويع الفعاليات والمهرجانات وما بها من فعاليات من نسخة الى أخرى واستغلال المقومات التي تتمتع بها كل محافظة وتنسيق أوقات اقامتها من باب التنظيم الزمني لهذه المهرجانات والفعاليات أمر في غاية الاهمية ويعزز من مكانة السلطنة سياحيا ويجعلها من المراكز الجاذبة للسياح في المنطقة.
وقالت يسرى بنت عبدالله الغيلانية عضوة اللجنة الرئيسية المنظمة لمهرجان التراث البحري والمشرفة العامة المنسقة لركن الأسر المنتجة والمشاريع الحرفية إنه منذ أن عرضت علينا فكرة المهرجان سعينا جاهدين لنبرز التميز والحضارة العريقة والموروث البحري الذي اشتهرت به ولاية صور منذ خطت ذكرهافي صحف التاريخ، لذلك كانت أبرز المهام هي إعادة إبراز ملامح الحياة البحرية التيعاشها سادة البحار في صور عن طريق عدة أساليب منها المحاكاة لقصص الربابنة والبحارة ومنها استعراض المشاريع الحرفية المرتبطة بالموروث البحري ومنها ندوة التاريخ البحري وسعينا لتغطية كل تلك الفعاليات والأحداث عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبهذا حققنا الوصول إلى الهدفبأكثر من وسيلة ولكافة فئات المجتمع.وأضافت والحمد لله نستطيع القول أنالمهرجان نجح في تحقيق إضافة نوعية وغرس مكانة ولاية صور العريقة في أذهان الأجيال القادمة، في إطار متنوع من التشويق والمتعة والإثارة والثقافة لكل أفرادالأسرة، وهو الأمر الذي يحسب لوزارة التراثوالسياحة التي سعت مشكورة ببذل كافة الجهود وتسخير كافة الامكانات ليحقق المهرجان أهدافه المرسومة، ونشكر الوزارة على الثقة والتعاون المشترك معنا لدعم المهرجانات المحلية والتي كما نرى أنها تستقطب عددا كبيرا من المواطنين والسياح وهذا الأمر يؤكد دوما أن الفعاليات والأنشطةالمحلية والمهرجانات لها أثر كبير في تعزيزالسياحة الداخلية وتشجيع الأسر المنتجة والحرفيين مما يؤدي إلى تنشيط الاقتصاد الوطني ككل. وباذن الله نسعى أن تكونالنسخ القادمة أفضل وأجمل وأكمل.
من جانبها، قالت يسرى بنت صالح الغيلانية رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية صور إن المهرجان شهد حضورا جماهيريا مميزا من مختلف الفئات العمرية حيث تحول إلى حدث ثقافي تجاوز بُعده المحلي، ليحقق أهدافه على كل الأصعدة، لما يحتويه من فعاليات وأنشطة متنوعة تمزج بين تراثنا البحري الأصيل ومختلف مجالات الفنون، بالإضافة إلى إحيائه رياضات بحرية تقليدية من خلال المسابقات المتنوعة التي تمَّ استلهامها من تراث الأجداد، وتعاملهم مع البحر في سبيل طلب الرزق.
الغيلانية بتنظيم المهرجان ما يؤكد بأن وزارة السياحة والتراث حاضرة بقوة في الارتقاء بالسياحة والتراث في سلطنة عمان،فجهودها واضحة في هذا الجانب الذي ينقل للأجيال الجديدة كيف كان يعيش أجدادهم في الماضي بالإضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم، كما يعرض لهم صورا ونماذج حية من التراث البحري في الولاية وما يحويه من أعمال وحرف وفنون,وأضافت من وجهة نظري المهرجان حقق تألقا لما يحتويه من أنشطة ومسابقاتتراثية وفعاليات فنية وثقافية، تبرز ثراء التراث البحري في ولاية صور العفية وتظهر ثقافة أهل البحر بصورتها الحقيقية ومعالمها الواقعية، كما رسخ المهرجان مكانته كوجهة بارزة للتراث والثقافة والسياحة، معززا دوره في صون التراث البحري الأصيل والمحافظة على عادات وتقاليد الآباء والأجداد. ضمن أجواء متفردة مفعمة بالإثارة والتشويق، ومن خلال قالب إبداعي، تماهى فيه القديم والحديث، ليحكي قصص الماضي والحاضر، والتطلع إلى المستقبل. مستحضرا ماضي الأجداد الذين صادقوا البحر وبنوا بفضله نمط حياة ازدهر واستمر طويلاً، وأسسوا معه مهارات وفنوناً تتناقلها الأجيال، مثل صيد السمك، والتجارة، وغيرها من الفنون والحرف التي ارتبطت بذاكرة أهل البحر في المناطق الساحلية في سلطنة عمان وذلك في ضوء تنامي أهمية التراث والحفاظ على العلاقات التي تربط الناس بمحيطهم، فقد جاء المهرجان لينسج ثوبا جميلا براقا كالذي حاكه الأسلاف سابقا من خلال تجربة حية مذهلة ومتنوعة، أعادت إحياء الماضي العريق، عبر عدة مكونات وعناصر سلطت الضوء على التراث البحري.. والذي يعد الأول من نوعه نتيجة عمل كبير ومتكامل، وبناء على لقاءات مباشرة مع مجموعة من الحرفيين والصيادين والنواخذة، ومن لهم الخبرة في ذلك . فالهدف من ذلك هو ترسيخ هذا التراث الأصيل ومد الجسور بين الماضي والحاضر ونقل هذه الخبرات للأجيال القادمة عبر تأسيس إطار معين لتعليم الحرف المرتبطة به وحفظها من الاندثار.
من ناحيتها، قالت انتصار بنت علي بهوان المخينية نائب المدير بغرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة جنوب الشرقية إن أيام المهرجان منذ انطلاقه ،كانت أياما جميلة ممزوجة بالبهجة والسعادة، حيث كانت العوائل من مختلف فئات المجتمع تحرص على المجئ لمتابعة الفعاليات المختلفة المقامة.وأضافت أن مهرجان التراث البحري العماني بولاية صور العفية جسد الذكريات الخالدة والجميلة التي عاشها الأجداد والآباء، وما تتمتع به الولاية من إرث وكنوز عظيمة.
وأوضحت أنهم كانوا أسياد البحار فمن الواجب إحياء موروث من سطع صيته في التلك الحقب، فهذا الإرث التاريخي العظيم، يجب أن يعلم ويدرس للجيل الحاضر والأجيال القادمة، وأن يعوا بماهيته والمحافظة عليه.
وأشارت إلى أن الجهود التي تقوم بها وزارة التراث والسياحة بارزة فهو لا يخفى على أحد ، حيث شاهدنا الاقبال المتزايد والتنوع في مختلف أرجاء المهرجان ومن خلال الفعاليات والأنشطة المقامة في المهرجان حيث كانت تحظى بإشادة من قبل الزائرين سواءمن المواطنين أو المقيمين.
كما عبر بدر بن مراد البلوشي عن شكره لوزارة التراث والسياحة على إقامة المهرجان والذي ساهم بشكل كبير في تنشيط الحركةالسياحية والاقتصادية بالولاية من خلال توافد أعداد كبيرة من الزوار من داخل وخارج المحافظة.
وأضاف أن المهرجان كان فرصة للإطلاع على العادات والتقاليد التي كانت تمارس والفنون البحرية.وأوضح أنه تنوعت في أركان المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة التي تتميز بهامحافظة جنوب الشرقية بشكل عام ولاية صور .
وقال نتمنى أن تستمر مثل هذه المهرجات ويتم إقامتها سنويا، لما له من أهمية كبيرة في جميع الجوانب، وبالإضافة إلى أنها تساهم في خلق الفرص للشباب من خلال عرض منتجاتهم.
وقال ابراهيم بن عبدالرحمن البلوشي، إن ولاية صور العريقة تنفرد بتراثها الحضاري والثقافي والاجتماعي وهي غنية بالتراث الشعبي والحضارة العربية والاسلامية منذ القدم، وما هي إلا حلقة ضمن سلسلة طويلة تربطها بباقي ولايات سلطنة عمان، وبالعالم الخارجي، وأيضا ما يميز ولاية صور موقعها الاستراتيجي الساحلي الجذاب، وبالأضافة أن أهلها لهم باع طويل بالتجارة البحرية.
وأشار إلى أن البناء والتقدم للحضارة العمانية هومنذ القدم والتعريف بالثقافة المتجذرة في الشعب العماني الأصيل واجب علينا جميعا . وقال علي بن راشد الشهيمي المسؤول عن فعاليات الإبحار الشراعي في المهرجان إن المهرجان فرصة لتعزيز وتنشيط الحركة السياحية والترويج للمقومات السياحية بمحافظة جنوب الشرقية، وعمل على إبراز الدور التاريخي العريق الذي لعبته ولاية صور قديماً في التجارة وصناعة السفن البحرية القديمة مع التعرّيف بقصص الرحلات البحرية التجارية. كما يعتبر المهرجان متنفسا رائعاً للعائلات وزوار المنطقة للتعرّف على الموروث البحري لولاية صور قديما وحديثاً وتجربة بعض المناشط البحرية لا سيما تجارب الإبحار عبر إحدى القوارب الشراعية التي توفرها مؤسسة عُمان للإبحار وغيرها من الفعاليات والمناشط.
وأضاف الشهيمي، ان دور عمان للإبحار تمثل في إقامة بطولة إبحار شراعي في أربعة من أيام المهرجان بمشاركة 25 من البحارة الناشئين في كل يوم، إلى جانب تقديم عدد من المناشط المتاحة للمجتمع منها تجربة الإبحار الشراعي وتجربة التزلج المظلي وتجربة التزلج على الألواح. وصرح قائلا: قدمنا يضا الدعم اللوجستي في باقي فعاليات الوزارة من ناحية التحكيم والسلامة مثل مناشط السباحة والتجديف.