د. رجب العويسي|
مع انطلاقة فعاليات “ليالي مسقط” في التاسع عشر من يناير 3023 في ثوبها الجديد ” اسما وشعارا وهوية بصرية” ، تتجه الأنظار إلى أن يواكب ذلك تغييرات في المحتوى والفعاليات والبرامج والعروض واللوحات الترفيهية ، وتحول نوعي في برامج التسويق الإعلامي والتثقيف السياحي المجتمعي، لتتجه إلى طريقة تعاطي مؤسسات الاعلام والإعلاميين وسوق مشاهير الدعاية والاعلان والمنصات التواصلية مع الفعاليات بما يجسد الصورة الأخرى المرتبطة بـ “ليالي مسقط”؛ والتي يفترض ان تكون كفيلة بإعادة التفكير في هذا المسار الترفيهي وتصحيح مفردات عمله، وخفض درجه الروتين المربكة التي صاحبته في مسماه القديم “مهرجان مسقط” لسنوات عده.
وبالتالي ما يعنيه ذلك من أن الرهان اليوم على نجاح فعاليات ليالي مسقط ، بحضورها في العقل الجمعي للمواطن، والذي يعتمد على كفاءتها في استيعاب مفهوم الترويح المبتكر والترفيه المتوازن الذي يقدم للمواطن والمقيم بيئات متنوعه المعنى والدلالات ، متعددة الخيارات والبدائل، ومتناغمة مع السلوك الاجتماعي الواعي وأولويات المجتمع الترفيهية، بحيث تخلق له مناخا ايجابيا للاستمتاع والاستجمام، وتحقق له رغباته في الحصول على ذائقة جمالية يستنهض فيها مساحة الايجابية والتفاؤل، من خلال طابع نفسي واجتماعي وسياحي واقتصادي واستثماري وانتاجي متكامل في بيئات عصريه توازن بين الابتكار السياحي الموجه عبر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والفرص التغييرية التي تستوعب مبادرات المواطن ومواهبه واهتماماته.
وعلى ما يبدو بأن بعضا من هذه الصورة بدأ يلوح في الأفق، وما أفصحت عنه الأيام القليلة الماضية من انطلاقة فعاليات “ليالي مسقط” في متنزهات: القرم الطبيعية، والنسيم، ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض، والجمعية العمانية للسيارات، وما احتوته من ألعاب وعروض، ونماذج معبرة من البيئات البحرية والجبلية والرملية والثقافية والحضارية والتجارية التي تحتضنها محافظة مسقط، في استثارة روح التغيير الداخلي في الجمهور، وصناعة الالهام فيه وتقريب التوقعات لديه، يعكس رغبه وطنية نحو تأطير مفردة الأنسنة والاستدامة والتنوع في هذه المسارات السياحية.
أخيرا يبقى التساؤل، هل ستكشف فعاليات “ليالي مسقط” في قادم الوقت عن تفاصيل أكثر ابهارا وتميزا ومنافسة واحترافية للترفية المتوازن، يصنع لها استحقاقات الاعتراف والثقة والقبول في وعي الجمهور؟.