يكتبه: د. رجب العويسي|
تطرح جهود سلطنة عُمان في إطار رؤية عُمان 2040 في محور تطوير المحافظات واستدامة المدن، والهدف الاستراتيجي:” مدن ذكية ومستدامة نابضة بالحياة وريف حيوي بجودة عمرانية عالية للمعيشة والعمل والترفيه” اليوم مسؤولية البحث في كل ما من شأنه تعزيز أنسنة المدن وتأكيد أهمية الأبعاد الترويحية والجمالية في جودة الحياة في الاحياء السكنية وخلق بيئات ترويحية وجمالية وتنظيمية قادرة على صناعة الفارق وخلق روح التغيير في سلوك السكان.
وبالتالي تبني النماذج العملية المعبرة عن هذا الاطار وعبر تجسيد مفاهيم أنسنة المدن والمدن الذكية والمدن المستدامة إلى واقع عملي يبرز في عمليات التخطيط العمراني وهندسة وتخطيط المدن بدءا بمحافظة مسقط ليتجه العمل بعدها إلى المراكز الإدارية للمحافظات، بما يعني أهمية وضع هذه المعطيات والتوجهات ضمن الأولويات الوطنية، الأمر الذي يمكن أن يؤسس على المدى البعيد رؤية وطنية نافذة في بناء نماذج مدن عصرية تمتلك الممكنات والأدوات والفرص التي تعزز فيها فرص التغيير والاستثمار للمستقبل، قادرة على رسم صورة مكبرة واضحة المعالم حول المسار الترويحي والجمالي المتناغم مع التطوير العمراني والنماذج العقارية القادمة.
عليه كان الحديث اليوم عن الخدمات التطويرية والترفيهية والتنظيمية والتجميلية مثل: المتنزهات المتكاملة، والحدائق المتخصصة، والالعاب المائية والثلجية، وحدائق للحيوانات، وغيرها، أو كذلك الخدمات الأساسية لنمو المدن والمعززة لمنظومة الأمان والصحة والسلامة والنظافة وجودة الحياة والاستقرار في مواجهة الاختناقات المرورية والانبعاثات الكربونية من المركبات والمصانع خاصة في محافظة مسقط في ظل مرتكزات التحول الرقمية القادمة خيارا تنمويا استراتيجيا له أهميته في توفير فضاءات ترويحية وجمالية، وبيئات حيوية مستدامة ومناخات للاستجمام قادرة على استقطاب السكان ويشعر فيها الجميع بالأُلفة والاحتواء.
أخيرا يجب أن ينظر لوجود هذه الخدمات باعتبارها أولوية وطنية في تعزيز مؤشر جودة الحياة في مدينة مسقط، وأن يعاد النظر في ظل الاستراتيجية العمرانية، والتوجهات نحو مسقط الكبرى، في موقع البيئات الترويحية والجمالية والمتنزهات، وضمان تعمق البيئات الترويحية والجمالية والمتنزهات والتوسع فيها وإعادة توزيعها، واستحضارها بشكل أساسي في المسار التخطيطي للأحياء السكنية القائمة والمخططات السكنية المستحدثة من دون استثناء.