يكتبه: د. رجب العويسي|
Rajab.2020@hotmail.com
تشكل البيئات الترويحية والمتنزهات السياحية والمتنفسّات الخضراء محطة انطلاقة الفرد لحياة جديدة وفكر نوعي خلاق وصحة نفسيه متجددة وشعور بالألفة والمحبة والوحدة في ظل قيم إنسانية راقية تستشعر حاجته لمزيد من الاستقرار والاسترخاء والطمأنينة، ويصبح الترويح عندها منطلق التغيير الذي يولّد في الفرد الشعور بجماليات الحياة وقيمة الطبيعة في بناء فكر الانسان ووجدانه.
وانطلاقا من أولوية رؤية عُمان 2040 ” تنمية المحافظات واستدامة المدن” والاستراتيجية العمرانية، تأتي مسؤولية البحث في كل ما من شأنه تعزيز أنسنه المدن وتأكيد أهمية الأبعاد الترويحية والجمالية في جودة الحياة في الاحياء السكنية وخلق بيئات ترويحية وجمالية وتنظيمية قادرة على صناعة الفارق وخلق روح التغيير في سلوك السكان.
وبالتالي فإن العمل على تكوين مناخات أوسع وبدائل أكثر تضمن فتح الفرص لبيئات طبيعية أو متجددة تستثمر لصالح البناء الترويحي والنفسي للإنسان، أحد الضرورات التي يجب أن تمنح الجهد في برامج التنمية الوطنية وأن تعزز المؤسسات المعنية وجود هذه البيئات بشكل أكبر وأوسع انتشارا في كل المحافظات، فإنشاء المنتزهات الطبيعية والمتجددة والحدائق وإيجاد المساحات الترفيهية لمختلف الفئات والأعمار، سوف يعزز من قيمة الترويح كمرتكز لاستدامة المدن وبلوغها غاياتها الانمائية التي تستهدف رفع فرص الأمان النفسي المعيشي لحياة الناس، وتوفير بيئة صحية وجمالية قادرة على خلق روح التغيير في السلوك، وتعمل على رفع مستوى الذائقة الجمالية والذوق العام في المجتمعوعليه فإن ما تقدمه بلدية مسقط بالتعاون مع الشركاء في القطاع الخاص من تنفيذ عدد من المتنزهات السياحية وتوفير البيئات الترويحية الداعمة لجودة الحياة، يمثل تجسيدا عمليا أوليا وبداية مرحلة جديدة لمشروعات سياحية وترفيهية أخرى قادمة، الأمر الذي سيكون له أثره الايجابي في حياة السكان بمحافظة مسقط والقادمين إلى المحافظة، ومساحة ترفيهية تصنع للحضور الإنساني موقعا مهما في ثقافة بناء المدن الحديثة، ويقدم صورة إيجابية أخرى تفوق مسألة ازدحام المدينة والكثافة السكانية فيها خاصة في مناطق الإسكان الحديثة مثل: المعبيلة والعامرات، فإن المأمول اليوم استدامة هذا التوجه ووجود رؤية واضحة تضمن حصول كل المراكز السكانية بالمحافظة على هذه البيئات الترويحية المتكاملة.