جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يوسف بن أحمد البلوشي | حالة ترشيد الإنفاق التي بدأت تسيطر على كثير من مؤسسات الدولة نتيحة تراجع وهبوط أسعار النفط عالميا، لا يفترض ان تمس الترويج السياحي للسلطنة في الأسواق الخارجية المصدرة للسياح وحتى في السوق المحلي لأن ما يصرف من ريال في الترويج يكون مردوده اضعافا مضاعفة بجانب أن الترويج يجب أن يستمر بوتيرة أكبر من السابق حتى نستطيع ان نستقطب السياح من دول العالم إلى السلطنة التي بدأت تشق طريقها نحو السوق السياحي.
وبالتالي كل ما بذل يجب ان يستمر ويزداد أكثر لأننا وجدنا اليوم أنفسنا إننا متأخرين في الجذب السياحي. ففي حين دول تستقطب 17 مليونا وأخرى 20 مليون سائح نحن لا نزال لم نتجاوز 3 ملايين رغم أن مقومات بلادنا تشكل حالة فريدة من التنوع الجغرافي والطقس الذي بالإمكان أن تكون لدينا سياحة طوال العام، من خلال طبيعة الأجواء بين محافظات السلطنة شتاء وصيفا.
إن ترشيد الإنفاق لا يجب أن يحعلنا نتراجع إلى الخلف من حيث الترويج والاستثمار في إنشاء الفنادق والمراكز التجارية والترفيهية التي تحقق عوائد كبيرة لدعم السياحة.
كلنا مؤمنون أن مقومات السياحة لدينا لم تستثمر حتى الآن بالصورة التي تجعل من بلادنا وجهة جاذبة سياحيا حتى يوجه كل سائح بوصلة فكره إلى صلالة ومسقط وبدية ومسندم وعبري والرستاق ونزوى والجبل الأخضر والاشخرة ومصيرة. هذه جزء لا يتجزأ من منظومة مواقع سياحية تحتاج إلى عمل كبير حتى نستطيع أن نجعل منها خيار السياح عندما يقررون السفر لقضاء اجازتهم.
فكثير من السياح لا يعرفون عن بلادنا بسبب ضعف الترويج في سنوات ماضية إلا عبر قنوات محددة من معارض لا تتعدى 5 معارض متعارف عليها. ورغم ما شهدناه في سنتين اخيرتين من حراك فاعل في الترويج لكن لم تحقق الهدف المبتغى كما نريد ان تكون الحركة السياحية إلينا مما هو الحال في بلدان مثل ماليزيا او تايلاند ومصر ودبي. وقد يكون التخوف السابق من قلة عدد الغرف الايوائية لاستقبال عدد كبير من السياح، رغم إن هذه المشكلة لا تزال إلى اليوم لكن هناك ارتفاع في ذلك بلا شك. إضافة إلى ضعف الخدمات في المواقع السياحية وعدم توفر المطاعم والمقاهي والبيئة الترفيهية للسياح خاصة للعائلات الخليجية.
إن ما شهدناه خلال هذا العام من استضافة فعاليات رياضية عالمية بلا شك يشكل جزءاً من الترويج السياحي للسلطنة خاصة إذا كانت تغطى عبر قنوات فضائية عالمية تتابع من دول العالم كافة، فهكذا عمل له مردود كبير خلال سنوات مقبلة وعلينا ان نلعب وفق هذه الأسس بعيدا عن حالة التفكير في ترشيد الإنفاق الذي يحبط برامجنا وخططنا في المستقبل السياحي.
نعتقد إننا متأخرون سياحيا خلال السنوات الماضية فلا يجب نعود للانطواء على أنفسنا مرة أخرى بداعي ترشيد الإنفاق الحكومي.
