يكتبه: بدر الذهلي*
تعتبر السياحة البيّنية بين دول العالم، أحد أهم مصادر تدفق السياح في تلك المقاصد بل ان دول الاتحاد الأوروبي من أفضل النماذج العالمية في هذا المجال سواء كان للسياحة الداخلية بين دولها او الدولية القادمة إليها متعددة المقاصد لما أتاحته من تسهيلات وتكاملية المنتجات السياحية بين هذه الدول.
وهذا بدورة نتج عنه تصدر 5 دول أوروبية قائمة اكثر 10 دول العالم من حيث عدد السياح وفق تقارير منظمة السياحة العالمية بين عامي 201 – 2019، وفي منطقتنا الخليجية يعتبر التداخل الجغرافي والثقافي والاجتماعي بين سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة أحد اهم الفرص التي نعول عليها في تعزيز هذا النمط من السياحة.
فكلتا الدولتين استفادت نسبياً من هذه الميزة حيث شكلت السياحة في سلطنة عمان القادمة من دولة الامارات العربية المتحدة قرابة 50 % من مجمل عدد السياح خلال السنوات العشر الاخيرة سواءً كان السياح الإماراتيين او المقيمين او الدوليين. فدولة الامارات العربية تعتبر وجهه سياحية عالمية ومركزا اقليميا لسياحة المؤتمرات والمعارض والترفيه وتربط العالم بشبكة طيران واسعة. وفي المقابل تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة الوجهه الخارجية الاولى لكثير من العمانيين خلال الاجازات القصيرة او العطلات السنوية شكلوا فيها نسبة كبيرة من القادمين لدولة الامارات العربية المتحدة.
الا ان الزيارة الاخيرة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة لسلطنة عمان ولقاءه بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، والتي بحثا فيها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مجالات مختلفه خاصة الاقتصادية منها يمكن ان تحقق نقلة نوعية في السياحة بين البلدين الشقيقين. فهنالك الكثير من الجوانب للتعاون والتي يمكن ان تدفع في نمو القطاع السياحي.
فتسهيل إجراءات التنقل بين البلدين في تقديم حوافز للطيران منخفض التكلفة والتنقل البري عبر المنافذ الحدودية عامل سيسهم في تعزيز التدفق السياحي. كما يمكن لاعتماد نظام التأشيرة السياحية الموحدة واتفاقات التأشيرة الموحدة بين الدولتين في جميع الامارات وهو نموذج قائم بين سلطنة عمان وإمارة دبي عاملا لنمو الحركة السياحية بين البلدين. هذا بالاضافة الى انتهاج نمط التكاملية في التنمية السياحية عند التخطيط للمشاريع وهذا سوف يساعد في تقديم منتجات تشجع لإطالة مكوث السائح الدولي في البرامج متعددة الوجهات.
كما انه من الاهمية بمكان ان يعمل البلدان على وضع استراتيجية موحدة للترويج دولياً كوجهة سياحية واحدة لجذب الاستثمارات والسياح. اضف الى انه يمكن التعاون في مجال توحيد النظم الإحصائية لإمكانية قياس الأداء وصياغة التشريعات والقوانين السياحية المشتركة وتطوير المنتجات السياحية وتبادل الخبرات في التدريب وتوفير فرصا وظيفية ونشر الوعي السياحي مجتمعياً.
كل هذه المجالات وغيرها ستعمل بلا شك على تطوير العمل المشترك بين البلدين في تنمية القطاع السياحي والوصول الى مستوى سياحة بيّنية نموذجية تلبي تطلعات البلدين وتحقق اهدافه رؤى البلدين والشعبين الشقيقين.
* مدير دائرة الدراسات السياحية والادارة كلية عُمان للسياحة.