مقال|ثقة المستثمر المحلي في السياحة !

يكتبه: يعقوب البلوشي|
 
تعد تجربة ماجد الفطيم في تنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان، تجربة مثمرة واقعياً ومانحاً بذلك درسا اقتصادياً للتجار المحليين في السلطنة الذين لا يتوانى خوفهم عن اقناعهم بالابتعاد عن الاستثمار في القطاع السياحي خشية فشلهم في التوغل باستثمار جاد في هذا القطاع الذي تعول عليه السلطنة مستقبلاً في رفد موازنتها وتوظيف الباحثين عن عمل. 

ومما لا شك فيه ان تجارنا المحليين لم يتجاوزوا ابعد من مستوى الاستثمار في العقار كونه استثماراً مضمونا في فلسفة الاستثمار الآمن وهي نفسها فلسفة الخوف الذي يحيط بصاحب المال اثناء الاستثمار، لذلك نجد ان تجارنا المحليين خجولين جداً في ضخ أموالهم في قطاع الخدمات واستمروا بالاستثمار في ما هو ملموس في قطاع العقار وبعض الجوانب الثانوية من قطاع المركبات وبعض الصناعات التحويلية، لذلك استوعبت الحكومة ان بذخها لهم ودعهما لنمو مشاريعهم طول فترة النهضة لم يقابل برد الجميل منهم بالاستثمار في قطاع السياحة وان عليها ان تستثمر بذاتها في هذا القطاع حيث ان فكرة تنمية الشركات العائلية المهيمنة على السوق الاقتصادي طول 52 سنة اوضحت عدم جدواها في تنمية المجتمع وانما آثرت بتشكيل مجموعة من الشركات الحكومية التي تعنى بالاستثمار في القطاع السياحي وسط مخاوف محاطة بالفشل في جلب الاستثمار الدولي طوال الفترة الماضية، الا الموثوق ببطنه وظهره من عدم تورط هذا الاستثمار بنوايا سياسية او قضايا متعلقة بغسيل الاموال او ضلوعه في أبعاد  متعلقة في أمن المعلومات التي قد تتاح لمستثمر دولي حسب زعم القائمين على الاستثمار وهي مخاوف لم تتجاوز حديث انفسهم في احيان كثيرة.

وجدت الحكومة الآن ان عليها المبادرة من جديد وبكل سرعة في تنمية قطاعها السياحي كونه الحل في قضايا الاقتصاد مستقبلا وسط رسائل عامة من قبل مسؤولي النفط حول دنو ساعة الصفر للاقتصاد المعتمد على قطاع النفط والغاز. لذا نجد شركة عمران وشركة اساس -وهي شركات منبثقة من صناديق تقاعد بعض الجهات الحكومية – تقوم حالياً باستثمار واسع في القطاع السياحي وهو امر إيجابي وخطوة محمودة ولكن سوف يلازمه الثناء لو نُشرك التجار في هذا الاستثمار السياحي حتى ننزع فتيل البطء في تنويع الاستثمارات نحو تكاملية حقيقية وشراكة مثمرة لبناء قطاع واعد نؤمن بانه الركيزة الاقتصادية القادمة لمستقبل السلطنه. 
فهل سوف يبادر التجار بالاستثمار في القطاع السياحي؟. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*