يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني
يفصل المختصون أهداف السفر في عدة نقاط جوهرية تعود بالنفع في المقام الأول على المسافر ذو الأهداف المحددة من غرض سفره، ومن لا يضع له هدفا واضحا تكون رحلته – إذا كانت بغرض السياحة – بلا هوية، أي بلا فائدة مرجوة وإنما مفتوحة على كل الظروف التي يمكن أن تحدث، وهناك أمثلة كثيرة مع الأسف تظهر غالباً في موسم السفر صيفا وما دفعهم لذلك أسباب متعددة بين المقبولة والغريبة.
السفر الهادف يساعد على تنمية العقل خاصة إذا ما تم التخطيط للرحلة بعناية فائقة ومتأنية جداً في وقت كافٍ مع دراسة كل الاحتمالات على جميع الأصعدة من بينها الأجواء المناخية، والسلامة البيئية، والظروف الأمنية مع إمكانية توفر سبل الراحة للاستجمام عبر الإقامة الملائمة، والمواصلات الميسرة، والغذاء النظيف مع الإرشاد السياحي خاصة في بعض الدول التي تختص بمعالم سياحية متنوعة وتاريخ عريق لا يمكن أن تغوص فيه بعمق إلا من خلال المعلومة المباشرة في الموقع.
التجربة متعة لا تعرف قيمتها وسعادتها إلا في السفر حيث تحلو المغامرة والاستكشاف والتأقلم مع كل الأحوال سواء المتوقعة أو المفاجئة مع التحضير النفسي لضمان السلامة والأمان في المقام الأول، وحسن التصرف مع معرفة طرق طلب المساعدة في حال تفاقمت الأمور لا قدر الله خاصة إذا كانت الرحلة إلى أماكن جديدة وغير معروفة على الخارطة السياحية وذات إمكانيات اتصال محدودة وخدمات متواضعة جداً.
الطرف الآخر من المسافرين العشوائيين هم الذين تجدهم مزاحمين في المطارات من أجل مشاركة الناس موسم السفر، والهدف الأول والأخير السفر ولا يهم بعد ذلك ما يكون. حتى أن الأهداف الأخرى التي يفضلها البعض بين السياحة والاستجمام أو التسوق، وحتى العبادة أو العلاجية بالإضافة إلى التعليمية لا وجود لها على جدول الرحلة.
جاءت فكرة السفر عند هذه الفئة بناءً على عرض موجود بترويج ساحر، لمدة لا بأس بها ولبلد تسافر له الناس كثيراً وربما تكون رحلته ليست الأولى لهذا البلد وإنما الشعور بالرضا لأجل السفر حتى وإن كان بجدول عشوائي، وبسعر يفوق أضعاف خارج الموسم وبعيداً عن ضغط المطارات التي تكثف من اجراءتها في مثل هذه المواسم حتى تصل طوابير الدخول إلى مسافات طويلة، وفترات انتظار لساعات وربما لأيام إذا ما كانت هناك بعض المشاكل غير المتوقعة مثل الإضرابات أو سوء الأحوال الجوية التي قد تلغي بعض الرحلات.
لعشاق السفر، استمتعوا بتحقيق الأهداف واجعلوا من رحلتكم سواء في الموسم أو خارجه ذكريات جميلة خالدة بتحقيق مكاسب عديدة كل ما جاءت في الذاكرة حملت معها أوقاتاً من الفرح لما مر من الوقت السعيد، وهذه الأمور لن تجدها على سلم المسافر العشوائي الذي سافر بالاسم لا أكثر.