مقال| لا تكرهوا سفر الأطفال!

يكتبه: محمود النشيط|

إعلامي بحريني
 لا تستغربوا كثيراً من العنوان، أوجه مقالي هذا اليوم إلى فئة من المسافرين ممن ينضمون إلى رحلات الصيف الجماعية التي تنضمها المكاتب السياحية وهم فئة تسافر بدون أطفالها، أو هم من فئة المتقاعدين سواء زوجين أو رجال فقط، وكذلك سفر النساء لوحدهن لكثرة التذمر حال السفر ضمن “الجروبات” التي تكون غالباً في الصيف مرحبة بجميع المسافرين دون استثناء.

سفر الأطفال غالباً ما يكون في الإجازة الصيفية، وكثير من الأسر تحرص على أن تكافئ “عيالها” بعد إعلان النتائج الدراسية بالترفيه والاستجمام خارج البلاد، وتشهد برامج الرحلات في الصيف الكثير من الفعاليات اليومية التي تلامس رغبة فئات سنية معينة تكون بين الملاهي الترفيهية أو المغامرات المتنوعة وممارسة أنشطة متنوعة تكسبهم المعرفة والفائدة في أجواء خاصة بعيدة عن التزامات المدرسة والواجبات اليومية.

من يبحث عن رحلات جماعية لا يشوبها إزعاج الأطفال – كما يعتقد – عليه أن يؤجل أو يقدم سفره لحين عودة الطلبة لمقاعد الدراسة، وتكون المكاتب السياحية قد خصصت رحلات الاستجمام ببرنامج خفيف يناسب كبار السن، وتكثر فيه طلعات التسوق التي تقبل عليها النساء بشكل خاص من دون التذمر من أي مضايقات تصدر من مرافقين في ذات الجولة حسب رأي البعض.

ليس صعباً معرفة الفئة التي ترفض وجود الأطفال والمراهقين في الرحلات الجماعية، ويمكن اكتشافهم من اللحظات الأولى لإقلاع الطائرة وتذمرهم من صراخ وتغير الضغط داخلها ويكون تأثيره بشكل مباشر على الأطفال لا سيما الرضع منهم فيبدأون بالبكاء للتعبير عن الضغط الذي تعرضوا له وهي حالة صحية ربما يعرفها فقط كثيرو السفر، وطاقم الطائرة.

كثيراً ما يضفي الأطفال في الرحلات الجماعية أجواء من البهجة والسرور والمرح بحركاتهم الطفولية والعفوية، ومشاركتهم الآخرين بحركتهم المتواصلة، وهي أجواء جميلة يغلب الملل والصمت بدونها أوقات طويلة خاصة عند قطع المسافات بين المدن لساعات وساعات.

اعطاء الأطفال الوقت المناسب لتفريغ طاقتهم في الألعاب المتنوعة والاستمتاع بأجواء الرحلة حق طبيعي مكفول لهم، ولن يقبل والديهم ولا إداري الرحلة بأن يقتطع جزءاً من وقتهم في الترفيه لصالح أشخاص ليس برفقتهم صغار، وقد أصابهم الملل في مكان عام لم يستطيعوا التأقلم فيه مع فرحة الأطفال وذويهم.

احترام الآخرين سواء أطفال أو شباب وحتى كبار السن في الرحلات الجماعية عند السفر من الأمور الأخلاقية والإنسانية في المقام الأول، ولهم حق في السفر والاستمتاع شأنهم شأن الآخرين، ومن لا يقبل وجودهم في أي رحلة فمن الأولى أن يتأكد قبل التسجيل أو السفر مفرداً من دون الحاجة لمضايقة الآخرين بتذمره قبل نفسه. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*