مقال| سياحة البوسنة “4 – 5 “

يكتبه: محمود النشيط|


*إعلامي بحريني
 يمثل التطور الذي تشهده البوسنة مجالات كثيرة أبرزها المجال الاقتصادي كما ذكرنا سابقاً من خلال تقديم التسهيلات للمستثمرين، واستقطاب الطلاب للدراسة في الجامعات المتخصصة المتنوعة والمنتشرة في أرجاء البلاد، بجانب تعزيز الخدمات السياحية لتلبي جميع الأذواق العربية والأوروبية، دون التغافل عن السواح الجدد القادمين مؤخراً من دول شرق آسيا وتحديداً الهند والصين.

المواقع السياحية في البوسنة تغلب عليها الطبيعية مثل الشلالات والأنهار والغابات، مع بعض الكنائس والجوامع التاريخية بالعصر العثماني أو القلاع التي بني بعض منها قبل الميلاد وخضعت للترميم، إلا أن الوصول إليها يحتاج إلى جهد كبير، والمعلومات المتوفرة غالباً ما تكون باللغة البوسنية وقليلاً باللغة الإنجليزية، مع بعض الجبال الأولمبية المزودة بالتلفريك والتي احتضنت بطولات التزلج على الجليد والتي ما زالت مقصد السياح الأوروبيين في الشتاء، إلا أن كل هذه الأمور لا تكاد تلبي جميع الأذواق ومنها الأطفال الذين يبحثون عن حدائق الحيوان، والملاهي التي فيها الألعاب الكثيرة والمتنوعة وإن وجدت فهي محدودة جداً ولا يمكن المقارنة بما هو موجود طبعاً في الدول الجارة التي سبقتها سياحياً بفترة طويلة جداً.

الإرشاد السياحي ما زال متواضعاً وكثيراً من العاملين في هذا القطاع لا يتقنون اللغة العربية، والإنجليزية بشكل متواضع يمكن الاستعانة بهم للترجمة، إلا أنه لا يمكن أن يصنفوا مرشدين سياحيين يمتلكون معلومات تاريخية أو عامة عن البلاد يمكن أن تشبع رغبات السياح الذين يتعطشون لمعرفة الكثير عن هذا البلد المغيب لسنوات طويلة عن جدول الدول السياحية في أوروبا الشرقية ذات الحضارة الإسلامية لسنوات من تاريخه النضالي للتحرر من وصاية الكنيسة والأمبراطورية الأوروبية عبر حروب كثيرة خاضها حتى التحرر الفعلي الحديث عام 1992 بعد حرب دموية جعلت العالم يعرف هذا البلد عن قرب أكثر.

البلد يمتلك المقومات السياحية الطبيعية والتاريخية، إلا أنها مع الأسف غير مستغلة بالكامل، حتى أن المدينة القديمة التي تعرف باسكارسييا التي بنيت في القرن الخامس عشر وبها نصب السبيل وحولها العديد من المحلات التي تبيع القطع التذكارية العتيقة، وتنتشر فيها الكثير من المطاعم التي تقدم وجبات بوسنة، والمقاهي الشعبية وبها مسجد غازي وميدان كولا والسبيل وهي محل جذب سياحي يمكن مشاهدة الخط الفاصل بين الحضارة العثمانية والنمساوية في البناء وأنت تتسوق من المحلات على الجانبين والتي تعتبر قليلة عما كانت عليه قبل الحريق الذي أتى على أجزاء كبيرة من البازارات التي تبيع كذلك الخضار والقهوة والملابس والجلديات مع بعض محلات الحرفيين لعدة مهن أندثرت اليوم مثل الصفار ومصلح الساعات والإسكافي وغيرها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*