مقال| معارض الوظائف بين الحقيقة والوهم 

يكتبه: يوسف البلوشي| 

لا يصدق كل باحث عن عمل من وجود معرض للوظائف حتى يسارع لزيارتها وتقديم أوراقه للجهات المعنية لعل وعسى يجد فرصة وظيفية متاحة ينهي بها سنوات من الانتظار باحثا عن فرص عمل ليعيش منها ويعيّش عائلته وتكوين أسرته الصغيرة وبناء منزل وشراء سيارة.

وتتعدد معارض التوظيف التي تقام بين فترة وأخرى، وسط حضور عديد من الشركات التي تمثل القطاع الخاص على وجه التحديد بعيدا عن القطاع الحكومي الذي بات متخما بالموظفين وبالتالي توجه الحكومة لتفعيل شراكة القطاع الخاص ولعب دوره في التوظيف لاستيعاب عدد من الباحثين عن عمل التي يمكن أن يشغلها مواطن عُماني.

وبالأمس اتيحت لي فرصة حضور معرض الوظائف الرابع الذي نظمته وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع كلية عُمان للسياحة وبمشاركة عدد من المؤسسات التي تمثل قطاع السياحة خصوصا.

كان كثير من الباحثين عن عمل، يأتون إلى المعرض الذي انطلق من الساعة 8 صباحا إلى 2 ظهرا. كانت الصالة عندما وصلت إلى المعرض مزدحمة بشكل كبير كل من الباحثين عن عمل يحمل معه أوراقه من شهادات وخبرات تدريبية مختلفة. 

وفي الحقيقة، كل معرض لا يحدد عدد الفرص المتاحة في كل معرض، فإن هذا يعتبر وهما وإقامة هذه المعارض لا يعد سوى تكملة عدد فقط. لكن بالأمس حينما حددت وزارة التراث والسياحة عدد الوظائف المتاحة والتي بلغ عددها 250 وظيفة في مؤسسات القطاع، أعطت أهمية للمعرض بشكل كبير، وبالتالي هدفت إلى أن تبرهن بأننا جادون في خلق الوظائف في قطاعنا السياحي كما وعدنا ضمن خطط استراتيجية عمان للسياحة 2040 وكذلك رؤية عُمان 2024 لتوفير ما يقرب من 500 ألف وظيفة في القطاع السياحي بحلول عام 2040.

مثل هكذا معارض تبرهن على أن هذه هي المعارض التي تقدم فرصا وظيفية حقيقية وجادة، وليس فقط استلام أوراق الباحثين عن عمل ومن ثم رميها في سلة المهملات كما هو الحال في كثير من المعارض.

إن السعي نحو تكثيف برامج التوظيف وزيادة الاستثمارات وفتح المشاريع السياحية سينتج عنه مزيدا من فرص التوظيف للشباب وهذا أساس أي مشروع سياحي، والذي يجب العمل عليه بشكل كبير بدلا من توظيف عمالة وافدة. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*