مقال| سياحة البوسنة “1- 5”

يكتبه: محمود النشيط|

*إعلامي بحريني

 خلال هذا الأسبوع سوف أتطرق في مقالاتي على “وجهات” إلى مقتطفات من رحلتي لمدة أسبوعين إلى جمهورية البوسنة والهرسك التي أصبحت مؤخراً أحد المقاصد السياحية للخليجيين والعرب بشكل خاص في فصل الصيف، والأوروبيين بشكل عام في الشتاء خاصة هواة ممارسة رياضة التزلج وهو البلد الذي أحتضن أولمبيات العام 1984 وخصص 4 جبال تقام عليها البطولات أصبحت اليوم مقاصد سياحية على مدار العام. الطبيعة الجغرافية لهذا البلد غير الساحلي إلا من مضيق على البحر الأدرياتيكي مميزة جداً عن جيرانها وإن تشابهت بنسب متفاوتة عن غيرها حيث تشكل المساحة الخضراء عبر الغابات الكثيفة بالأشجار العملاقة نسبة ما يقارب 50 إلى 65% وهذه النسبة متغيرة مؤخراً بسبب التمدن والتمدد العمراني، بعد فتح المجال للاستثمارات الاجنبية وازدهار مشاريع التطوير العقارية التي أصبحت الكثير منها واجهات جديدة بعضها تعود ملكيته لشركات أوروبية وخليجية تعمل في مختلف القطاعات التجارية الحيوية في البلاد. نبع البوسنة الذي يجري في نهر سافا الكبير هو شريان نابض بالحياة مع الأنهر الأخرى لكل قرية أو مدينة يمر بها، وعلى ضفتيه تجد المشاريع من مطاعم وفنادق ومنتجعات أو شقق فندقية تقام، رغم ارتفاع الأسعار مؤخراً لحد الفلكية لقطع الأراضي ذات التصنيفات التجارية، وأصبحت إعلانات بيع الشقق الفاخرة باللغة العربية في مواقع كثيرة وحتى على الشاشات الإلكترونية في العاصمة سراييفو. الإنسان البوسني من سابق عهده وحتى لما كان تحت مظلة الدول اليوغوسلافية، وما جرى عليه من ويلات الحرب في التسعينيات من القرن الماضي ظل محافظا على العديد من صفاته، وتعايش البوسنيون المسلمون مع الصرب والكروات رغم شرارة الطائفية الدامية سابقاً من أجل إعادة بناء بلدهم والمحافظة على حقوق الجميع مع العلم بأن الآلام الدامية ما زالت آثارها باقية بعد أكثر من 20 عاماً على انتهاء الحرب التي لم يسلم منها لا بشر ولا حجر. السياح اليوم عاماً بعد عام يشكلون أرقاماً مهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وبان غيابهم فترة الجائحة بشكل كبير وتأثرت صناعة السياحة بشكل عام في جميع مدن وقرى البوسنة التي أخذت في بناء الفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية وفق معايير عالمية من أجل أن تلبي حاجة السياح من كل الدول، وعملت الحكومة عبر مؤسساتها المختلفة لتسهيل أعمال رجال الأعمال والتخفيف من بعض القيود التي كانت سائدة لفترة طويلة وخلفت عزوف المستثمرين عن التفكير في ضخ أموالهم في مشاريع لا يمكن أن تسجل بأسماء أصحابها الأصليين من غير حاملي الجنسية البوسنية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*