يكتبه: د. رجب العويسي|
السياحة والأمن والسلامة، وجهان لعملة واحدة، وعلاقتهما ببعض علاقة عضوية، ذلك أن الاصل في السياحة هو حصول الفرد على فرص أكبر من الاستمتاع والاستجمام في ظل ظروف آمنة وأوضاع تسودها السكينة والاطمئنان النفسي والبدني والفكري على حد سواء، ويصبح الوصول إلى درجة عالية من السلامة والامان والاستقرار سلوك أصيل يلازم السياحة.
على أن من بين المؤثرات السلبية التي تعرقل نجاح أي سياحة حول العالم، افتقارها لمعايير الاستقرار والأمان في أوضاع صعبة سواء كانت حروب وفتن داخلية، أو أمراض وأزمات وجوائح، أو ارتفاع معدلات القلق والخوف، وتدني تحقيق مستويات الأمن الاجتماعي سواء من حيث زيادة مستوى العنف والجريمة أو غيرها من الممارسات والظواهر الفكرية السلبية التي سيكون له أثرها في تأخر السياحة.
وعليه فإن إسقاط هذا المعنى في السلوك السياحي للفرد، يؤكد الحاجة إلى استحضار معايير الأمن والأمان والالتزام والسلامة الشخصية، وحكمة التصرف، لمزيد من الاستمتاع بالفرص السياحية المتوفرة وتعظيم قيمتها المضافة في حياته، الأمر الذي يتجافى مع أي سلوك قائم على عبثية التصرف وهمجية الفعل والمخاطرة بالنفس وعدم التقيد بالتعليمات والتدابير وإجراءات الاحتواء التي تقرها جهات الاختصاص.
إن ما رصدته تقارير الحالة الجوية الماطرة في الفترة الماضية على مختلف محافظات سلطنة عُمان عامة ومحافظة ظفار خاصة التي تعيش موسم الخريف السياحي، من حيث كثرة البلاغات وحالات الغرق والاسعاف التي تعاملت معها شرطة عمان السلطانية وهيئة الدفاع المدني والاسعاف، وسلوك عدم اكتراث البعض بالتعليمات والتوجيهات والتحذيرات في التعامل مع ارتفاع منسوب المياه في الشواطئ والعيون والشلالات المائية في محافظة ظفار، الأمر الذي دعا هيئة الدفاع المدني والاسعاف إلى اغلاق المواقع السياحية لحين انتهاء الحالة الجوية، مؤشرات لتدني الوعي المجتمعي بمفاهيم الأمن والسلامة عامة، والسلوك السياحي الآمن خاصة.
ويبقى الرهان بعد تكامل الجهود، إلى أهمية تبني سياسات تحافظ على مستويات الأمن والسلامة والأمان في سلوكيات السائح، المواطن والمقيم في كل الظروف والمواقف، ويشمل ذلك أيضا القيادة على الطريق المتجه الى محافظة ظفار أو في تنقله بين المواقع السياحية بالمحافظات، من أجل سياحة آمنة خالية من الحوادث.