يكتبه: د. رجب العويسي|
فترات قصيرة وتبدأ أسفار الصيف السياحية تأخذ موقعها في أجندة الأفراد والأسر، لتسجل في ذاكرتها أجمل المواقع السياحية لزيارتها والتردد عليها، الأمر الذي يضع السياحة الداخلية أمام حالة من النشاط والترقب والعمل لإنجاز مشاريع تمثل إضافة ووجهة سياحية جديدة.
تمثّل السياحة الداخلية أحد أهم المنصات السياحية التي يضعها المواطن والوافد في تفكيره، ويبدأ في تحديد خريطة سياحية متكاملة يزور خلالها المواقع الطبيعية والمتجددة، التي يفترض أن تمثل روح السياحة والتغيير الذي يجب أن يطرأ عليها.
على أن تحقق حضور للسياحة الداخلية في ذاكرة السائح مدد يحفظ للسياحة الداخلية مكانتها وموقعها ويستدعي أن يصاحبها نتاج على الأرض، وممارسة تعكس جدية الرغبة ومصداقية التوجه لبناء سياحة داخلية متفردة في تفاصيلها ومكوناتها وبساطتها التي تذهل الالباب، وتبرز جمالية المكان والمكونات.
لذلك فالمسألة السياحية ليست حالة مجردة، بقدر ما هي لمسات جمالية ولطائف حياتية وتسهيلات داخلية تبرز قيمة المرفق السياحي وتحسّن صورته لتتأملها الأعين وتحكي جمالياتها الالسنة، لتشكل ذكرى تقف عليها كاميرا السائح التي ستنقل الواقع كما هو، وتصف الصورة بكل محتوياتها ليسقط عليها بريق كلمة وعذوبة ألفاظه وشدو لحنه وأصدق عباراته التي ستظل ذكراها ماثلة له.
من هنا كانت الحاجة إلى أن تقرأ السياحة الداخلية هذه المحطات وتجسدها في واقع العمل، بإخراج المرافق والبيئات والوجهات السياحية من كونها بيئات طبيعة جامدة، إلى إضافة روح التغيير فيها بما توفره من فرص تجديدية ومرافق حيوية ومساحات خضراء يجد فيها السائح فرصته للاستجمام، والاستراحة التي ستعطي المكان روح التغيير وتفتح المجال لأفواج من الاسر لقضاء بعض يومها فيه.
وعندها ستشكل محطة استراحة تستقطب السائح الذي يبحت في تفاصيل الداخل والمساحات المفتوحة فيقف عند الشجرة وبركه الماء وجمالية البيوت التراثية ونقوش المساجد ويركن سيارته لشراء بعض المنتجات التراثية والفخارية الجميلة، وما أنتجته الأسر العمانية من صنوف الأكلات، فإن إعادة تقييم متطلبات بناء خريطة السياحة الداخلية، وتقوية حضورها في فقه المواطن وثقافته اليومية، ظاهرة صحية تضع المحافظات أمام مسؤولية تحديث مستمر لهذه الخريطة وتجديد لمواقعها.