يكتبه: يوسف البلوشي |
رغم كل ما تزخر به سلطنة عُمان من مقومات ومفردات سياحية، لكن يحتاج قطاعها السياحي إلى منهجية عمل مثمرة قادرة على تحويل هذا القطاع إلى قطاع يحقق مرتكزات الحكومة في سياسة تنويع الاقتصاد.
وتضع استراتيجية السياحة العمانية 2040، مرتكزات مهمة لو تحققت لنقلت هذا القطاع إلى مصاف القطاعات من الدرجة الأولى في ثمار التنويع الاقتصادي، التي تضع الحكومة خططها ضمن رؤية عُمان 2040.
تطوير كثير من الوجهات السياحية في مختلف محافظات السلطنة بات أمرا ملحا وحيويا لاستثمار ما نملك من طقس استثنائي طوال العام، وبالتالي استثمار هذا الطقس يتطلب منهجية عمل مبرمجة ليس عبر وضعها في ملفات ومغلق عليها في الأدراج.
تنمية المحافظات سياحيا، لن يتحقق من خلال مكاتب المحافظين، لان المواقع السياحية تحتاج إلى استثمار واعد، ليس عبر مكاتب المحافظين بل يفترض أن تلعب فيه وزارة التراث والسياحة ومجموعة عمران وشركة أساس، دورا فاعلا، لتسريع ما يحتاجه هذا القطاع من مشاريع تراها على أرض الواقع بين عشية وضحاها وليس بعد سنوات طوال.
ماذا لو استطاعت مجموعة عمران انشاء مخيمات سياحية في جبل هاط خلال موسم الصيف، مثلما عملت في محمية رأس الجنز، فهل هذا سيحتاج إلى عمل طويل، ولو استثمرنا جبل شمس والأشخرة ومصيرة لإنشاء مشاريع فندقية ومنتجعات ومراكز للغوص والتزلج على الماء، فهل كل هذا سيحتاج الى مرحلة انتظار إلى 2040.
هناك منهجية عمل تتطلب سرعة إنجاز ليتحقق الهدف، ويكفينا دراسات وخطط، كلنا تشبع من الكلام، ولكن كلنا يريد أن يرى شيئا ملموسا على أرض الواقع في بلادنا كما نراها مع بلدان عدة. فمثلا هل تحتاج أن تنشىء دورات مياه وأكشاك خلال فصل الخريف لعمل كبير، وتنتظر سنة تلو أخرى، وفِي كل عام نعيد ونقول نفس الكلام، وقبل الموسم نكرره ومع نهاية الموسم نخسر عددا من السياح في حين يفترض أن يزيد عدد الزوار عاما بعد عام، لكن في كل العالم والوجهات التي تهتم بالسياحة يزداد عدد السياح، في وقت نحن نتراجع!.