مقال|سياحة ذوي الهمم

محمود النشيط|


إعلامي بحريني – dailypr

 السياحة الداخلية والخارجية مفتوحة للجميع، إلا أن بعض المرافق السياحية مع الأسف الشديد غير مهيأة للأعزاء من أصحاب ذوي الهمم الذين يحتاجون بعض المساندة والمساعدة لمختلف الإعاقات ومنها الجسدية خاصة لمستخدمي الكراسي المتحركة للاستمتاع بالموقع السياحي مثل أقرانهم الأصحاء.

المستثمرون في القطاع السياحي دائماً ما يبحثون عن الطرق التي تجعل من مشاريعهم حيوية ومحل قبول عند الجميع، وبعيدة عن دائرة النقد لما تبذله من جهود جبارة تصرف عليها آلاف الدولارات لتحسين صورتها على الصعيدين المحلي والخارجي وإن تناسى البعض منهم إن الاهتمام بشريحة ذوي الهمم من منطلق المسؤولية المجتمعية سيحسن صورتهم بأقل تكلفة ويرسم البهجة والسرور على مرتادي هذا القطاع مع تقديم كلمات الشكر والثناء من الجميع.

مع الأسف نجد هذا القصور في تسهيل حاجة سياح ذوي العزيمة أيضاً في بعض المنشآت الحكومية السياحية العامة مما يحرم هذه الفئة من أن تقضي فترة الاستجمام بكل سهولة ويسر، في الوقت الذي نجد أن بعض الدول الاوروبية قد خصصت خدمة المساعدة لجميع فئات الإعاقة منها الجسدية والبصرية، والسمعية وحتى العقلية ما يجعلهم ومرافقيهم يستمتعون بالمكان دون أي عناء إضافي.

المسؤولية تقع على عدة جهات في هذا القصور، وإن عملهم الجماعي المنظم بوضع معايير خاصة لغير الأصحاء يضمن أن تضعهم في قائمة الأولويات التي تمنح التراخيص من منطلق العدالة للجميع في الإستفادة من الخدمات السياحية من دون تمييز بين أي طرف وآخر، وهذا الأمر المحمود لن يكلف كثيراً إذا ما تم التخطيط له منذ البداية عند تدشين المشاريع.

هناك بعض الأسر تحرم ذوي الإعاقة من الخروج للشارع في الحي الذي تسكن فيه، فما بالكم بسفرهم للخارج والذي يتطلب جهداً مضاعفا ومرافقين مع طلب الإستعانة بخدمات المطار وشركات الطيران لتسهيل عملية السفر حتى الوصول إلى البلد المقصود مع التجهيزات المسبقة باختيار المواصلات المناسبة والسكن الملائم والبرنامج السياحي الذي يشكل عبئا آخر على ذوي الهمم والإبتعاد عن الطرق الوعرة أو الصعود على الجبال والمشي الطويل وغيرها من الأمور التي تناسب الأصحاء فقط.

هم أهل عزيمة وإصرار، وهم ذوي الهمم الذين قهروا الإعاقة بصبرهم والتعامل معها بكل أريحية، إلا أنهم يحتاجون المساندة في توفير بعض التسهيلات وهذا حقهم علينا بشكل عام وعلى القائمين على القطاع السياحي بشكل خاص من أجل قضاؤهم الإجازة بكل سهولة ويسر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*