مقال محطة | عائد من كوسوموي. .!!

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | بعد ساعات قليلة سوف اترك جزيرة كوسوموي التايلاندية، تلك البقعة التي زرتها حتى الآن خمس مرات، وفي كل مرة تكون المتعة كبيرة.
زرتها مرة مع عائلتي في رحلة أخذنا باصا من بانكوك في رحلة كرهت حياتنا قبل الوصول، رغم ان هدفنا كان للاستمتاع بالطريق حتى الوصول الى الجزيرة.  وبعد وصولنا بلحظات كانت ستكون كارثة كبيرة بسبب محاولة طفلي الصغير “ناصر” السير على حافة حوض السباحة حتى كاد أن يغرق لولا لطف الله ومساعدة سائح اسكتلندي كان أقرب مني للمكان، حتى وصلت لاهثا لاقفز في حوض السباحة بملابسي ومحفظة نقودي لانتشال الطفل من الغرق. وقررنا بعدها بأيام العودة إلى بانكوك بالطائرة بعد شقاء وعناء رحلة الباص التي قاربت 16ساعة.
وزرتها أيضا مرة مع أحد إخواني وقضينا أياما جميلة،  بجانب زيارات أخرى فردية، كما هو الحال في الرحلة الأخيرة.
كوسوموي جزيرة جميلة، أغلب السياح فيها من الأجانب، نادرا ما تجد عربيا، الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. لذلك هي أريح من أي مكان. لا أحب زيارة الأماكن المزدحمة وذات الفوضى السياحية والعربدة الليلية حتى الصباح.
انزوي بنفسي في كوخ جميل بالقرب من البحر، استمتع بصوت الموج ولحظات المطر الجميلة التي لم تتوقف خلال هذه الأيام حتى أن السياح الأجانب لم يستمتعوا بالبحر لارتفاع موجه ودخوله إلى المنتجعات الفندقية.  الجلوس على حوض السباحة مع تصفح المواقع الإلكترونية أو قراءة كتاب، أو السير بجانب الشاطىء برماله البيضاء النقية وموج البحر يلامس رجليك.
أغلب السياح طوال النهار إما على البحر أو بجانب حوض السباحة يتشمسون أو في رحلة سفاري في غابات الجزيرة. وفي وقت المساء يجولون بين محلات المدينة التي تكثر فيها استثمارات الأجانب من الألمان والطليان والانجليز. مطاعمها تقدم أكلات بحرية “سي فود”، تشم رائحتها من بعيد حتى يسيل لعابك إليها. فنادقها تلامس موج البحر وأخرى في الداخل لم توزع الى أملاك خاصة او لأندية حكومية بل خصصت لاستفادة البلاد منها، ورغم ان الجزيرة أخذت في ارتفاع الأسعار بمعنى قبل سنوات كنت نأخذ “تاكسي” من المطار إلى الفندق ب 100 بات أصبح اليوم 400 بات أو 300 بات. والتوصيلة من الفندق إلى السوق كانت بقيمة 20 باتا واليوم بسعر 100 بات. لكن رغم ذلك تظل جزيرة للاستجمام ويكفي ان تقضي فيها 5 أيام فقط.
كل العاملون في الفنادق والمحلات من التايلانديين، وكل من يقوم بعمل المساج الذي تنتشر محلاته هم تايلانديون وما يجول بالبضاعة على الشواطئ هم تايلانديون، ومن يعمل في كل مكان هم من أهل الجزيرة التايلاندية. كل منهم يرحب بك بكلمة “سبايدي” ويحاولون جذبك باللطافة التي عرفوا بها إلى محلاتهم أو مطاعمهم.
وحينما تسرح بفكرك لتقول، متى سنقوم باستغلال جزرنا وشواطئنا وصحراءنا لتكون محطة لتدفق سياحي فاعل يتهاف اليها السياح كما يتوافد إلى جزيرة كوسوموي أفواج من السياح.
متى سنعلم ان السياحة صناعة ومدخول اقتصادي يدر أموالا لخزينة الدولة أولا ويشغل عديد من الباحثين عن عمل.
عدت إلى بانكوك العاصمة، وفكري لا يزال يحن الى كوسوموي، فلا تزال تبهرني وانتظر العودة إليها في يوم ما إذا بقى في العمر بقية.

إلى اللقاء غدا من بانكوك..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*