جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
يطرح توجه سلطنة عمان نحو التمكين السياحي للمحافظات، أهمية البحث في انتقاء فرص سياحية تنافسية تصنع من برنامج تنمية المحافظات محطة تحوّل في اثبات حضور أكبر للمشروعات التنموية والسياحية النوعية ذات القيمة المضافة.
وأصبحت حاجة أكثر ولايات السلطنة إلى وجود متنزّه سياحي نموذجي متكامل أولوية وجوبية تعكس الطموحات المتعاظمة من البرنامج، بما يحمله هذا المشروع من أبعاد اجتماعية وترويحية واقتصادية واستثمارية في بيئة صحية آمنة.
وبالتالي أهمية إيجاد نموذج متكامل للمتنزهات السياحية بالسلطنة، مع الاستفادة في التفاصيل الداخلية من مرئيات المواطنين بالمحافظة، مع التأكيد على ضرورة استيعاب هذا النموذج السياحي لجميع فئات المجتمع مراعيا مبدأ الخصوصية، بما يحتويه من مرافق ومسحطّات خضراء، وبيئات تسوّق وأنشطة تجارية واستهلاكية، ومنافذ للبيع وأخرى لعرض منتوجات قرى الولاية، يضاف إليها وجود مسارات لممارسات رياضة المشي، ومسارات للدراجات الهوائية وأخرى للأطفال وللأشخاص ذوي الاعاقة، بما يعكس وجود تحول نوعي في مفهوم المتنزهات وآليات عملها.
إنّ منح المتنزهات السياحية المتكاملة أولويات التنفيذ، يرجع إلى كونها مشترك تتقاسم مختلف ولايات السلطنة حاجتها إليها، وفرصة جادة للبدء في تشكيل صورة جديدة لتمكين المحافظات، بحيث يشعر خلاله المواطن بأن ما صُرف على برنامج تنمية المحافظات من أموال تظهر نتائجها اليوم في هذه المتنزهات السياحية المتكاملة التي باتت هاجس مواطن ورغبته وطموحه.
ولمّا كان عمل المحافظات اليوم تحت مجهر المواطن وتقييمه ونقده، وفي ظل ما يحظى به موضوع المتنزهات السياحية من تناول لها عبر المنصات التواصلية وعند الحديث عن السياحة في سلطنة عُمان، الأمر الذي يضعها أمام مسؤولية توجيه الأنظار إليها كخيار تنموي بالولاية يجسّد الحس المجتمعي والاهتمام الشعبي به، ويعكس إرادة المحافظة في تجسيد عملي للشراكة مع المواطن والعمل من اجله.
أخيرا تبقى عملية المتابعة المستدامة، الحلقة الأقوى التي تضمن لعمليات التنفيذ للمتنزهات السياحية المتكاملة خط سير يوجه بوصلة التنمية في المحافظات ويحافظ على استحقاقاتها الوجوبية، فهل ستتجه أولويات أجندة المحافظات إلى الاعتراف بأهمية وضع المتنزهات السياحية النموذجية المتكاملة بوابة المستقبل للإدارة المحلية للمحافظات؟.
