مقال: فزعة السفر الشعبية

يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr

على مدى الأسبوع الماضي والجاري نشرت الكثير من الصحف المطبوعة، والقنوات المرئية، والإذاعات المسموعة الرسمية، بالشراكة مع المداخلات الشعبية عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي قضية السفر بشكل عام، وكانت الشرارة الأولى لهذه الفزعة أو الحملة قبل العشر الأواخر من الشهر الفضيل واستعداد الكثيرون للسفر إلى الديار المقدسة لأداء العمرة، أو الذين يخططون لقضاء إجازة العيد خارج البلاد.

وتصدر موضوع ارتفاع الأسعار تذاكر الطيران حتى وصل أكثر من 35% عن المعلن سابقاً في مرحلة التعافي ليصل الآن إلى 50% وتعداه على بعض الخطوط حتى 75% مما أستدعى أن يطالب الناس المتذمرين من هذا الارتفاع الجهات الرسمية للتدخل الفوري ووضع حد لهذا الموضوع، وأن يكون تحت الرقابة الفورية، ومحاسبة المتجاوزين للحد المعقول في الارتفاع.

في الوقت ذاته طبعاً كثير من شركات الطيران بررت سريعاً هذا الارتفاع وأنه خارج عن إرادتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تسود العالم، واشتعال الحرب الروسية الأوكرانية التي تضرر منها قطاع الطاقة بشكل كبير، وارتفاع أسعار التأمين بنسبة تجاوزت في بعض الأمور حتى 100% مما شكل عبئا ماليا على هذه الشركات يتكفل الزبون بتعويضه حتى تستمر الخدمات من دون أي تأثر.

الجميل في الأمر أن الكثير ممن لم يقبلوا بهذه الزيادة الجنونية لم يتخلوا عن رحلاتهم وأثمرت جهودهم في البحث بالحصول على البدائل سواء شركات طيران أخرى عبر عدة محطات أو السفر إلى دول مجاورة وعبر مطاراتها والانتقال منها حتى وأن كانت هناك بعض المشقة، بينما الآخرون فضلوا السفر بالحافلات الكبيرة أو سياراتهم الخاصة رغم المسافات الطويلة والوقت الذي يستغرقونه متحدين عدم الرضوخ إلى موجة الغلاء المفاجأة.

الجانب الرسمي في بعض الدول صرح بأنه يتابع الأمر خاصة بعد أن زاد عدد المطالبين بالتدخل السريع ووضع حد لهذه القضية وعدم تركها تمر لتتفاقم أكثر مما هو عليه الآن. من جانب آخر طالب بعض النواب من شركات الطيران إعادة فتح بعض الخطوط التي تم إغلاقها بسبب تداعيات الجائحة وعليها إقبال تجاري كبير ويمكن أن تكون داعما لتعويض الخسائر الكبيرة التي تتغنى بها بعض الشركات لتبرر أسباب أرتفاع أسعار التذاكر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*