يكتبه: د. رجب العويسي|
بعد حالة الركود التي واجهت قطاع السياحة في ظل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها اللجنة العليا في أعقاب جائحة كورونا ” كوفيد19 “، يطرح سؤالنا جملة من الموجهات التي تفترض تحقق تقدما على الأرض في تشخيص المسار السياحي بسلطنة عمان، خاصة مع توجه الحكومة نحو تفعيل دور المحافظات في تنشيط الحركة السياحية كنتاج للصلاحيات والممكنات الممنوحة لها في إطار الإدارة المحلية.
على أن ما يتوقع أن تشهده الفترة الزمنية القادمة بدءا من إجازة عيد الفطر المبارك وقدوم فصل الصيف، وما يتخلله من إجازة الطلبة والموظفين، وإجازة عيد الأضحى المبارك من فرص لإثبات مستوى الجاهزية الوطنية، وتوجيه العمل نحو تهيئة البيئات السياحية بالمحافظات بمختلف أنواعها من عيون وبرك مائية ومتنزهات واودية أو بيئات جبلية وساحلية وصحراوية وبيئات شاطئية باردة لاستيعاب الأعداد المتوقعة من المواطنين والمقيمين.
وبالتالي ما يستدعيه الأمر من جهد استثنائي، وعمل متقن، وحراك تفاعلي منظم من المحافظات والجهات المعنية بالسياحة في الدولة يتجاوز حالة التكرارية والتصريحات الإعلامية إلى تبني خطط انجاز واضحة، وآليات عمل مقننة لتحقيق الجاهزية والاستعداد لاستيعاب السياح، والتفكير في بدائل وخيارات أخرى داعمة لاستدامة السياحة الداخلية، ورفع درجة الذائقة الجمالية للسياح بما تتجه إليه الجهود من ابتكار بيئات سياحية جديدة، وإيجاد تحسينات جوهرية في البيئات السياحية القائمة، وتوفير المستلزمات الضرورية للسياح ، كالمصليات المتنقلة ودورات المياه، والاستراحات، ونقاط تعبئة الماء الصالح للشرب لخدمة السياح، بالإضافة إلى تبني شراكة مجتمعية واسعة من خلال الفرق التطوعية وفرق الدعم اللوجستية من خلال البرامج التثقيفية والتوعوية المقدمة للسياح، ورصد ملاحظات السياح ومقترحاتهم بشأن تحسين وتطوير السياحة الداخلية.
أخيرا يبقى تحقيق الطموحات على الأرض، مرهون بوجود حراك سياحي مقنع يتناغم مع التوجهات الوطنية والسمة التي منحتها للسياحة، وأفعال ترسم على الأرض خارطة السياحة العمانية، وتبرز حجم ما يتم إنجازه في سبيل تحقيق سياحة آمنة، وإنتاج بيئات سياحية قادرة على استيعاب الأعداد المتوقعة من السياح، لتكون عُمان بتضاريسها وبيئاتها وجهة السياح ومحطة التقاء الأرواح.