مقال| السودان المظلوم في الإعلام السياحي

يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr

المتابع للسياحة في الوطن العربي يفاجأ بالعديد من الدول التي تتمتع بمقومات سياحية عالية جداً، ويمكن أن تكون وجهات سياحية مميزة إذا ما تم تسليط الأضواء عليها إعلامياً في حملات الترويج السياحي لتكون من المقاصد التي تلبي رغبات السياح من مختلف دول العالم رغم بعض الظروف التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التغافل عنها لا سيما ما يتعلق بالظروف الأمنية والبنية التحتية.
جمهورية السودان تقع في شمال شرق أفريقيا وتبلغ مساحتها أكثر من 728.200 ميل مربع ويعيش على أرضها أكثر من 38 مليون نسمة، وأصبحت جنوباً وشمالاً منذ العام 2011 بعد الإنفصال. ويقسمها نهر النيل إلى شطرين شرقي وغربي ويلتقي النيلين الأزرق والأبيض في وسط العاصمة الخرطوم في مكان يطلق عليه حوض وادي النيل وعندها كل المقومات السياحية.
السودانيون يتحدثون أكثر من 100 لغة ولهجة، واللغة العربية هي الرسمية في البلاد، وتعمل بها كل الدوائر الحكومية، ثم تأتي اللغات الأفرو آسيوية ولغة البجا أو ما تعرف البداوي لسكان الساحل الغربي للبحر الأحمر، ولغة الهوسا لأهل المجتمع الغربي وكذلك لغة تيغري ولغة الدينكا والنوير مع لغة نيلية الصحراء والنوبية بالإضافة إلى الانجليزية والسواحلية المنتشرة في معظم الدول الأفريقية.
للسودان تاريخ حافل جداً، وموثق في المواقع الكثيرة التي تنتشر في جميع أرجاء البلاد وهي من المقاصد السياحية التي تبين التاريخ القديم قبل الميلاد وشهدت ولادة عدة حضارات على أرضها وحملت عدة أسماء مؤرخة في الكتب الإقليمية والعالمية من بينها تاسيتي – تانحسو وأشهرها كوش. كذلك دولة كوش الأولى والثانية، كما قامت في السودان القديمة ثلاث ممالك مسيحية هي نوباتيا – المقرة وعلوة بين عام 543م – 1504م وبسطت سلطاتها السياسية والروحية حتى امتدت إلى الأقاليم الشرقية والغربية.
كلما أبحرنا أكثر في تاريخ هذا البلد وجدنا العجائب التي تحتاج إلى التوظيف الصحيح لتكون مادة إعلامية للترويج السياحي بالصوت والصورة والمعلومة الموثوقة حتى تفتح العيون عليها أكثر، ويتعرف عليها المستثمرون الذين يبحثون عن الجديد في هذا العالم، ويساهمون في رفع الاقتصاد السوداني حتى يتحقق الأمن الاجتماعي للتأثير على مجريات السياسة الدامية التي تدمر البلاد وتشرد العباد في وطن يمكن أن يخلق من السياحة عائداً كبير في الناتج المحلي إذا ما تم الإنتباه إليه مع دعواتنا القلبية للسودان الشقيق وشعبه الكريم بالأمن والاستقرار.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*