مقال| السياحة الرمضانية غير

يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني

 أخذت في السنوات الأخيرة (قبل الجائحة طبعاً) مع اقتراب الشهر الفضيل بعض وكالات السفر، ومعها بعض الفنادق عبر الخيم الرمضانية والمنتجعات السياحية ومطاعمها في طرح برامج خاصة للسياحة والترفيه والإستمتاع بأجواء شهر رمضان في بعض الدول العربية والإسلامية.
ورغم إن شهر رمضان له طعم آخر في بلد كل منا، لا يضاهيه في أي بلد آخر مهما تغيرت أو تنوعت المغريات حيث اجتماع الأهل على موائد الرحمن، ولقاء الأسرة الصغيرة والكبيرة، والسهر في لياليه وتبادل الزيارات وغيرها من موروثات اجتماعية مرتبطة خاصة في هذه الأيام والليالي الشريفة.

وتصدرت بعض الدول التي تم طرحها على جداول مكاتب السفر والسياحة بعد أرض الحرمين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة مشهد في إيران مع النجف وكربلاء في العراق لارتباطات دينية، كل من دبي، القاهرة، أسطنبول، مراكش، سنغافورة والعاصمة كوالالمبور لما تتميز به من أجواء وتسهيلات خاصة مع عروض مختلفة طيلة هذا الشهر.

ربما تكون السياحة الداخلية في هذا الشهر الكريم تحتل النصيب الأوفر لما لها من علاقة وطيدة مع ذكريات الماضي حيث مرح الأطفال ومجالس الذكر المفتوحة وسهرات الشباب، وزيارة الأهل والأصدقاء، حتى في العبادة وامتلاء المساجد واكتساب المعارف والتفقه في الدين وأحكامه وهو الذي لن تجده في بلاد أخرى إلا إذا كنت من الباحثين للتعرف على كل جديد في مكان آخر لطرق إحياء شعائر هذا الشهر العظيم.

البرامج السياحية التي عرضتها بعض وكالات السفر خلال شهر رمضان محدودة الفعاليات وأسعارها مرتفعة أو مقاربة للمبالغة نوعاً ما إذا ما قورنت بالعروض السياحية طيلة العام، أو حتى في المواسم الصيفية والشتوية التي أصبح لها عشاقها دون الأشهر الأخرى.

الهيئات السياحية والجهات المعنية بتنمية وتعزيز السياحة في كل بلد تعمل جاهدة على أن لا يمر هذا الشهر من دون استثمار لياليه وأيامه وطرح اسمها وبقوة عبر برامج ومهرجانات متنوعة بما يرتبط بالموروث الشعبي والتراث في المقدمة، ومن ثم استحداث أنشطة متنوعة لها علاقة بالمطبخ والعادات والتقاليد التي أصبح الكثير منها من الماضي في خطوة تحسب لها للمحافظة على ثقافة البلد الرمضانية من الإندثار أمام المغريات السياحية الأخرى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*