يكتبه: محمود النشيط *|
لن تكون سوق المباركية الكويتية التي شهدت حريقاً كبيراً مطلع الشهر الجاري هي الأخيرة، بل انضمت إلى سجل الحرائق التي التهمت العديد من الأسواق العريقة التاريخية التي سجلتها كتب التاريخ لما لها من دور بارز في التنمية الاقتصادية لكل بلد، لا سيما الأسواق التخصصية التي يشغلها الحرفيون وتناقلوا ملكيات محلاتها جيلاً بعد جيل حتى أصبحت من المعالم السياحية البارزة لكل بلد.
التاريخ يذكر لنا بأن الحرائق التي التهمت الكثير من الأسواق التاريخية في معظم دول العالم كانت أسبابها مشتركة حسب أهل الإختصاص من رجال الدفاع المدني، والمهتمين بقطاع التأمين، ورغم دراية القائمين على حفظ التراث والتاريخ بأن هذه الأسباب الجوهرية تكون خسائرها فادحة إلا أن التحرك السلحفائي لا يمكن أن تنتظره النيران إذا ما اشتعلت في سرعة الأرانب لتأكل الأخضر واليابس وتمحي تاريخ مجيد صنعه الأجداد على مدى قرون ماضية.
الأسواق التاريخية تحظى باهتمام السياح من مختلف دول العالم، وهي مقاصد تبرز للزوار تاريخ وحضارة الدول، بل أن بعض الدول الأوروبية حافظت على هذا الإرث التاريخي وحرصت الحكومة على استملاكه بالكامل، ووضعت اشتراطات صارمة على العاملين فيه لا سيما عند إجراء الصيانة أو التجديد خشية تغير هوية السوق أو إدخال مواد حديثة تغير النمط المعهود.
سوق القيصرية في البحرين، وسوق القيصرية في الإحساء بالمملكة العربية السعودية، وسوق واقف في دولة قطر، وسوق مطرح وسوق نزوى في سلطنة عمان، وسوق نايف وديرة والخور في دبي ومعهم سوق المباركية في الكويت تاريخ عريق يمتد إلى قرون ومن المعالم السياحية البارزة التي يعرفها السياح ويقصدها أيضاً المواطنون تشكل في مجموعها علامة تجارية حتى وأن أتت النيران على مبانيها القديمة إلا أن إصرار الحكومات على إعادة المجد لها خطوة مباركة تستحق الإشادة.
الزخم الإعلامي الذي حصل عليه حريق سوق المباركية من كل الوسائل الإعلامية يستحق الإهتمام بما قاله أهل السوق الذين ارتبطوا به لسنوات طويلة، وأهل التاريخ والتراث الذين عبروا بحرقة قلب على ما تحول إليه السوق مؤخراً وإدخال مواد سريعة الإشتعال رغم أن البعض منهم قد حذر من هذه المأساة بسبب بعض العوامل الواضحة إلا أن أصحاب القرار كان لهم رأي آخر مؤجل إلى أن حلت الفاجعة.
*إعلامي بحريني – dailypr