مقال| بين ما نطمح له وما لا نعلمه

 تكتبه: خالصة العوفي|  

نسعى للأفضل ونتسابق إلى العلا، في حياة مليئة بالتحديات والعقبات، شغفنا يلازمنا على المستوى الشخصي ويتعدى ذلك محيطنا، مصلحتنا الوطنية تنبعث من ولائنا وانتمائنا.  نقف عند كل صغيرة أو كبيرة بمحض اهتمامنا وحرصنا، يغلب علينا التأثر بالوقائع والمشاهد، وقد تنقصنا المعرفة الدقيقة، تقييمنا قد يكون مغلفاً بالعاطفة ومن واقع نحسب انه وطني ولذا قد نطلق السهام في غير محلها، أو بشكل عشوائي لا تصيب الهدف المقصود.
وكإحدى هؤلاء الحريصين على أن تكون بلادي في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات، كنت أطلق سهامي في وجه القائمين على الاستثمار في المجال السياحي حيناً، وعلى التخطيط للقطاع السياحي حيناً آخر، ولربما كانت لي عدة مقالات تناقش هذا المجال بإسهاب، ولطالما كنت أقول أن المعنيين بالتخطيط من غير المعقول أن لا يكون لهم المعرفة والخبرة والفهم المشترك مع القطاعات الأخرى وارتباطها الوثيق مع قطاع السياحة، فأدركت لاحقاً أن هناك عوامل أخرى قد تكون عائقاً في ترجمة أفكارنا لواقع، وتخطيطنا المستلهم من رؤية “عُمان 2040” لإجراءات تنفيذية في المراحل والفترات المعلنة.
ولكون السياحة قطاع مهم يلامس حاجات ورغبات المجتمع من عدة نواحٍ، فمن الطبيعي أن يشكل نقطة فارقة في ثقة المجتمع والسائح بالتخطيط والقدرة على تنفيذ المشاريع وجلب الاستثمارات، علاوة على الجوانب الاقتصادية والدخل الوطني، ومع وجود المقومات السياحية والركائز الأساسية التي تجلب الاستثمار الحقيقي والمستدام، أصبحت الصورة واضحة في إمكانية السيطرة على منطقة المجموعة الخالية (فاي) بمفهوم الرياضيات عندما تتداخل الإمكانيات والمقومات والركائز.
سيكون الدور القادم للشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) مفصلياً في دفع عجلة الاستثمار والتطوير في القطاع السياحي، واستغلال خبراتها في تقديم المشاريع السياحية بمستويات عالمية إذا ما قوبلت تلك الخبرات بعمل مضنٍ في استثمار المقومات بفكر يتماشى مع الرؤية، وبتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة في الوقوف على التحديات والعوائق من دون وجود استثمار حقيقي وفي مراحل زمنية قصيرة المدى.
سيظهر دورها في هذه المرحلة بالذات في نشر أذرعها الاستثمارية، ومشاريعها السياحية، بفكر وتخطيط موحد مع وزارة التراث والسياحة يتماشى مع رؤية ليست تقليدية، تبرز الوجه الحقيقي بما هو مكنون في سلطنة عُمان من الإرث الثقافي والتاريخي، والتنوع الطبيعي، والموقع الجغرافي، والامكانيات والقدرات المادية، وبتوفر كل ذلك كلي أمل بأن الخطط الزمنية المخطط لها بمراحلها المختلفة ستنفذ في وقتها، ومستقبل عُمان القادم بتعدد مصادر الدخل سيلوح أفقه قريباً بفكر وتخطيط، وعمل مضنٍ ودؤوب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*