يكتبه: د. رجب العويسي|
تبشّر مضامين خطاب جلالة السلطان المعظم في 11 يناير 2022، الذكرى الثانية لتوليه مقاليد الحكم في البلاد ، بتحولات قادمة في اقتصاد السياحة العمانية، حيث جاء ” ونتطلعُ لِأَنْ تكونَ بلادُنَا وِجهةً استثماريةً رائدة ، لا سِيَّمَا في المجالاتِ التي تُعزِّزُ توجُّهَاتِنا الراميةِ لتوسيعِ حِجْمِ اقتصادِنَا الوطني، وتنويعِ مصادِرِ الدخل فبِلادُنَا -والحمدِ لله- تتمتعُ بمزايا تنافسيةٍ، وإمكانياتٍ كبيرةٍ، وفُرَصٍ واعدةٍ ينبغي استغلالُهَا، وستُسخِّرُ الحكومةُ ومؤسساتُ الدولةِ جميعاً، كافةَ جُهودِها وطاقاتِها، في تعاونٍ وتكاملٍ ، يضمنُ توجيهَ التنميةِ إلى المحافظات، وتعملُ على تعزِيزِ جاهزيتِها للاستثمارِ، وتنميةِ دورِها المحلي، القائمِ على الميزةِ النسبيةِ، التي تمتازُ بها كلُّ محافظة ، بما يَخْلُقُ نماذجَ تنمويةٍ محلية”.
ولعل ما حمله خطاب جلالته، من إشارة إلى جملة الفرص الواعدة والميزات التنافسية لسلطنة عُمان التي ينبغي استغلالها، محطة استراتيجية تصنع لخيار السياحة في أعمدة التنويع الاقتصادي في رؤية عُمان 2040 حضورا مهما، وتؤسس لدور أعمق للسياحة في استغلال هذه الفرص، في ظل ما حبا الله به سلطنة عُمان من تنوع تضاريسي وموقع جغرافي فريد في إطلالتها البحرية وتنوع بيئاتها الجبلية والرملية والصحراوية، والتي تتكامل في بناء منظومة سياحية متناغمة مع اهتمامات السياحة الوافدة والمواطنة على حد سواء.
على أن ما رافق هذه الميزة من موقع جيوسياسي، برزت معالمه في توازن السياسة العمانية الذي اكسبها تقدير العالم وثقته، والإرث الحضاري الثقافي والتاريخي والتراثي، صاحبه حرص السلطنة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في سبيل ربط الأجيال بتأريخهم العريق، بما يضيفه هذا التوجه للسياحة الثقافية والتراثية من حضور في أجندة السياحة العالمية، لتصنع لها فرص الأمن والاستقرار والوئام والسلام، وخصوصية التواصل والتسامح والتعايش، مرتكزات تضيف إلى الاستثمار السياحي فرص نجاح أوسع.
أخيرا، فإن برنامج تنمية المحافظات، ورؤية تمكينها من إدارة مواردها والاستثمار في الفرص السياحية والبيئية لديها، مكاسب قادمة تجسد مدلولات خطاب جلالة السلطان المعظم – إن أحسن استغلالها، ووجدت التشريعات والإدارة الكفؤة المخلصة لها – في بناء نماذج سياحية عمانية مستدامة.