مقال| “الجبل الأخضر”.. واقع سياحي مبهر

يكتبه: يوسف الحوسني|

عكفت دول العالم على ايجاد الفرص الحقيقية لتوسيع اقتصاداتها وبالتالي مواكبة العالم المتقدم، ومن الفرص الحقيقية لتطوير الاقتصاد قطاع السياحة الواعد الذي أصبح في  دول كثيرة قوة اقتصادية ضخمة وعمود فقري للاقتصاد يستطيع أن يرفد الأموال الضخمة إلى تلك الدول، وباستطاعته توفير مساحة مهمة في قطاع التوظيف بين المواطنين، أصبحت تعتمد عليه دول كبرى، وأضحت تلك الدول في يومنا هذا تتفنن في رسم الخطط والاستراتيجيات لجذب أكبر عدد ممكن من السياح اليها لضمان استدامة القطاع.وهنا في سلطنة عُمان قامت الحكومة باستحداث وزارة كاملة معنية بتنظيم قطاع السياحة لما لهذا القطاع القدرة الكبيرة لرفد الاقتصاد الوطني.
ومن الوجهات التي احتلت صفة سياحية خاصة مفضلة عند السياح الخليجيين والأجانب (نيابة الجبل الأخضر) لما هذه الوجهة من مواصفات فريدة ونادرة تستحق الزيارة، فبالإضافة إلى أن الجبل أعلى قمة لسلسلة جبلية في الخليج، فالجبل الأخضر يمتلك جوا متوسطيا دافئا طوال العام، كذلك يحتوي على الانسان المتمسك بالتقاليد والتراث وهو أحد أهم عوامل الجذب السياحي. وأيضا وجهة مناسبة لعشاق الرياضات الجبلية بانواعها مثل التسلق الجبلي والمسير الجبلي ورياضات المغامرات مثل السلك المعلق والطيران الشراعي في الفالق العظيم ثاني أكبر فالق في العالم، علاوة على ذلك، فالجبل الأخضر يحتوي على بيئة نباتية وحيوانية متنوعة ونادرة ومشاهدة المناظر الطبيعية والتجول بين مزارع الرمان والزيتون ومشاهدة غروب الشمس، ايضا فإن الجبل الأخضر يمتلك رصيدا تاريخيا تراثيا لا يمكن إغفاله، وكذلك الأودية التي يمكن  السباحة فيها كوادي بني حبيب والمساحات الخضراء الرائعة، إضافة إلى ذلك لا يمكن نسيان سياحة الاستجمام، فالجبل الأخضر واسع جدا وبه هدوء وسكينة بعيدً عن ضوضاء وصخب المدينة لذلك اطلق عليه “الجبل الأخضر”. 
وهناك بعض الاضافات يمكن أن تجعل من الجبل الأخضر وجهة عالمية رائدة تستقطب مئات الآلاف من السياح سنويا وبالتالي رفد هائل للاقتصاد الوطني وتوفير الوظائف المتعددة للمواطنين، فمن تلك الإضافات أولا توفير المرافق العامة والفنادق والاستراحات التي تناسب جميع فئات السياح، وانشاء حدائق ومتنزهات عالمية مختلفة كالملاهي والحدائق المائية والسفاري التي يمكن قضاء اكثر من يوم فيها، وتهيئة المتاحف والأسواق والبيوت التراثية التي تحكي حياة الانسان العماني بمواصفات عالمية، وتهيئة الطرق وحركة النقل حيث تكون بمواصفات عالية متطورة حيث تمكن السياح من الحركة والتنقل بكل سهولة ويسر، وكذالك إقامة مهرجانات عالمية سنوية يتبعها ترويج وتسويق ليصل الى كل دول العالم، ايضا استضافة بطولات عالمية في مختلف الرياضات وشيئا فشيئا ستصبح السلطنة وجهة سياحية عالمية في صدارة الدول السياحية وبالتالي بيئة جاذبة للاستثمار.
وأصبحت صناعة السياحة أهم ركائز الاقتصاد المهمة في خطة التنويع الاقتصادي الذي توجهت إليها الحكومة في إستراتيجيتها في التخلص من الاعتماد على النفط كمصدر اقتصادي وحيد لميزانية الدولة، وهو ما جعلها صناعة رئيسية طموحة تسطيع حمل اقتصاد البلد والتي تسعى الحكومة لتمكينها حتى تنجح في توطين هذه الصناعة لكي تستطيع الدولة الاعتماد عليها في رفد الميزانية العامة وتوفير الوظائف للمواطنين ولتكون أحد القطاعات الاقتصادية الطموحة التي تعمل الدولة على توسعتها والنهوض بها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*