مقال| نحو مسابقة الإجادة السياحية للمبادرات الفردية والمجتمعية

يكتبه: د. رجب العويسي|

يؤسس اختيار مسفاة العبريين بمحافظة الداخلية لعام 2021 ضمن أفضل القرى السياحية من منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية لمرحلة متقدمة في الشراكة السياحية للمجتمع، وأهمية المبادرات الفردية والمجتمعية في انهاض الحس السياحي لديه، من خلال مبادرات سياحية جادة، ومشروعات سياحية مبتكرة، وإنتاج بيئات سياحية جديدة أو تطويرها بشكل يقدم إضافة جديدة للسياحة الداخلية المواطنة أو السياحة الوافدة على حد سواء.
لذلك كانت الحاجة إلى إيجاد مسابقة وطنية للإجادة السياحية، تهدف إلى تعزيز الشراكة السياحية للمجتمع، وإذكاء روح المنافسة السياحية بين المواطنين، لمزيد من الالتزام المجتمعي في ظل التوقعات المأمولة من السياحة في رؤية عُمان 2040، الأمر الذي يمثل جسر اتصال، وخيوط التقاء لتوأمة العمل السياحي وتوحيد أطره لضمان المحافظة على سقف التوقعات وتناغم آليات العمل الموجهة للسياحة وكفاءتها، وإيجاد فرص أكبر للتقارب والتناغم بين السياسات الحكومية وطموحات المواطنين، لتصب جميعها في تحقيق منتج سياحي قادر على المنافسة.
هذا الأمر من شأنه أن يعمل على ايقاد روح الحماس الذاتي لدى المواطنين في المناطق السياحية البعيدة والأودية والمناطق الجبلية في تبني مبادرات سياحية جادة تحمل في ذاتها فرص التغيير والابتكار والتجديد بحيث تتجاوز مجرد إقامة متنزه أو تطويره إلى تأصيل روح السياحة العمانية وموروثها الحضاري في انتاج نموذج وطني عالمي للسياحة، وهو أمر يمكن ان يعزز من تكاتف الجهود المجتمعية في الاستفادة من الحارات القديمة وتحويلها إلى بيئات سياحية تراثية، قادرة على استنهاض التغير السياحي في فقه المواطن اليومي.
ومع الايمان بما يمكن أن تسهم فيه هذه المسابقات التنافسية من إضافة نوعية في منظور الشراكة  السياحية المجتمعية، فإنها بحاجة إلى أن تصاحبها منظومة تشريعية وقانونية وضبطية واضحة المعالم، محددة الأهداف، غير قابلة للاجتهاد الفردي أو معرضة لتنازع الاختصاصات وتداخل المهام، ووفق منهجيات تقييم مقننة، وأدوات رصد دقيقة، ومحطات مراجعة  تقرأ تفاصيل وخطوات العمل التي مر بها المنجز السياحي، بالإضافة إلى إعادة النظر في الإجراءات الإدارية والروتينية والرسوم الحكومية التي باتت تفرض على الراغبين بالانخراط في  هذا القطاع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*