مقال| السياحة رهان الابتكار


يكتبه: د. رجب بن علي العويسي|

تأتي السياحة كأحد أهم القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى الابتكارية والاحترافية في المنجز السياحي لضمان استدامته وتأثيره واحتوائه للواقع، نظرا للطموحات الوطنية المتعاظمة نحوها في رؤية عمان 2040، بما يضمن قوة تفاعل المجتمع معه، واقتناعه به، واستشعاره لأهميته، وإيمانه بأن السياحة تحترم مشاعره، وتحفظ حقوقه، وتجسد آماله وأحلامه، وتعبر عن توقعاته، وتنسج له خيوط الأمل والتفاؤل والايجابية بقادم أجمل في استثمار الميزة التنافسية الوطنية لديه.
إن التأمل في واقعنا السياحي، وحالة التغريب التي يعانيها المنجز السياحي الوطني، ناتجة عن فجوة التباعد بين المبنى والمغزى، وتكييف البيئة المحيطة لتمثل عنصر دعم، تبرز جماليات المكان، وروعة التفاصيل، وروحه المتجددة التي تنقل المنجز السياحي من كونه حالة خاملة هاملة إلى حياة متجددة، يستشعر فيها السائح فرص الاستمتاع وفقه التغيير، مستفيدا من نتاج الخبرات والتجارب والمعايشات والمتابعات لما يحصل في عالم السياحة الواسع، ليتقاسم العالم مشتركاتها، وليتميز بخصوصيته الوطنية في طريقة استلهام المعاني الجمالية في منجزنا السياحي، بما يحمله من عوامل الجذب وحس التجديد في محتواه، والتنوع في المؤثرات الداخلية والخارجية فيه، ويقدم فيه للسائح من أصناف متعددة النكهات، متنوع المذاقات، لتظهر الصورة الفعلية للمنجز السياحي بما يفوق توقعات السائح ويعبّر عن مذاقه.
وعليه فإن بناء منجز سياحي، يحمل في ذاته عوامل نجاحه، وقوة عطائه، ويترك بصمة تأثير، في روعة المعنى والمبنى الجمالي الذي يخالطه، والخصوصية التي تزين أعمدته وشرفاته ونوافذه وقممه وقبابه أو واجهاته وغيرها، مرهون بمستوى الاحتكام إلى الابتكار في تشكيل صورته، باعتباره الطريق لضمان  كفاءته في رسم ملامح التحول، والتعبير عن طبيعة المرحلة التي يعيشها المجتمع العماني، فلقد أتقن الأجداد فهم هذا المنظور في بناء القلاع والحصون والبيوت الأثرية التي أضحت اليوم معالم سياحية واعدة بما حملته من عمق الدلالات والمعاني، وروح الابتكارية والتجديد، وحس التغيير والتصاقه باهتمامات الإنسان في كل زمان ومكان، بما يعنيه ذلك من الحاجة إلى إعادة إنتاج منجزنا السياحي وفق معايير الجودة والابتكار، ليأتي النتاج معبرا عن الطموح، مجسدا للواقع السياحي الذي نريد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*