يكتبه: د. رحب بن علي العويسي|
أياما قليلة ونودع خريف صلالة السياحي، في تظاهرة سياحية موسمية لها حضورها الواسع بين أبناء هذا الوطن الغالي، وعلى السنة المواطنين والمقيمين الذين وضعوا الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية طريق سيرهم في وجهتهم السياحية نحو محافظة ظفار بعد عام ونصف العام من المنع بسبب جائحة كورونا، وفي أذهانهم تدور الكثير من علامات الاستغراب والاستفهام حول فجوة تعاطي الجهات المعنية بالسياحة مع هذا الحدث السياحي، والميزة التنافسية التي وهبها الله لعُمان، وما يقابلها من بطء في مستوى الاستثمار لها، أو كفاية الخدمات والمرافق السياحية الأساسية.
وما بين رغبة طموحة تعايش المواطن في أن يجد السياحة العمانية في الخارطة السياحة العالمية، وشعور يخالج حسه ونبضه بأن تكون الجهات المعنية أوعى سمعا، واصدق نهجا، وأسمى حسا، وأنضج فكرا، وأدق ممارسة، في تحقيق الأمل وبلوغ الهدف، ليمثل خريف صلالة قلب السياحة العمانية النابض، وشاهد اثبات على الحاجة إلى إعادة مسار العمل السياحي بروح عالية ملؤها الحماس والشغف، وصدق الإرادة، وسرعة الإنجاز، وكفاءة المنجز، لتقديم منتج سياحي يتناغم مع خريف صلالة ويعبر عن ما تحمله بلد الأصالة والحضارة، أرض اللبان من فرص حضارية وتنوع بيئي، وقيمة سياحية، تنسج في تفاصيلها خيوط المستقبل الواعد للسياحة.
إنّ خريف صلالة السياحي يمثل محطة لتقييم المنجز السياحي الوطني، ومدى حضور الجهات المعنية في قلب الحدث السياحي، حضور الفعل والمسؤولية، والتطوير والتحسين، والشواهد والأدلة، والبصمة والتأثير، إنه اختبار حقيقي للحس السياحي، والأهمية التي يحظى بها في العقل الاستراتيجي لرؤية عُمان 2040، وبالتالي مسؤولية الجهات المعنية في تقديم منجز مشهود له، ومراجعات جادة لكل المعطيات والمتطلبات، واللوازم والوسائل، والأدوات والآليات.
فإن الحالة الاستثنائية التي شهدها خريف صلالة هذا العام من حيث توافد السياح المواطنين والمقيمين، على الرغم من توقف الفعاليات السياحية الترفيهية والمعارض، يؤسس لنموذج متفرد للسياحة العمانية الداخلية يصنعه المواطن، آخذا بيده نحو أفق سياحي أرحب، مستفيدا من أفكاره واقتراحاته ومبادراته السياحية الأصيلة، منطلقات لعمل سياحي يعبر عن خصوصية عُمان وهويتها وأصالتها التاريخية والحضارية.