مقال| الرمان المفلق


يكتبه: حمدان بن علي البادي |

لا أريد أن أغير قناعات الآخرين  ولا أتدخل في رأيهم الخاص ومع ذلك أتساءل عن المشكلة في وجود مهرجان للرمان في السلطنة يتزامن مع موسم قطف الرمان في الجبل الأخضر؟.

هذا السؤال موجه للساخرين من الفكرة المتداولة حول موسم قطف الرمان ودعمه بمهرجان سياحي يعزز من حضوره ويدعم القائمين على زراعته ويجد لهم ولنا وللمهتمين مساحة من التنظيم والتسويق والبيئة الملائمة لعرض الرمان ومشتقاته مثل العصائر والحبوب والدبس وغيرها من المشتقات مع مجموعة من الأنشطة التي تقام خصيصا بالتزامن مع المهرجان.  

لذا ماهي المشكلة في مهرجان الرمان؟. وهو موسم سنوي يشهده الجبل الأخضر على وجهه الخصوص وتتحول الطرقات والساحات إلى كرنفال احتفالي تزدهر فيه أكشاك بيع الرمان وباقي المنتجات، ويشد السياح رحالهم من أجله حيث يتفتق الرمان بين أيديهم ويذوب في الفم بطعمه الذي لا يضاهيه أي طعم وهم يستحضرون الأقوال الشعبية:

الرمان المفلق .. عشانك حبيبي أطلع له..  ولو في السماء معلق “. “ورمان المتوني .. خاطف أنا الدرب وحدكم نهمتوني”.
في السلطنة تحرص بعض المجمعات التجارية الكبيرة على تسويق بعض المنتجات في مواسم الوفرة تحت سياق “مهرجان” فقد سمعنا عن مهرجان العسل ومهرجان التمور ومهرجان المانجو الذي يقام في يونيو ومهرجان المأكولات العمانية وايضا في الحياة العامة هناك مهرجان مزاينة الإبل ومهرجان المحالبة إلى جانب المهرجانات المتعارف عليها وغيرها الكثير وهي مهرجانات يستفيد منها أصحاب المشاريع والمستهلك وتشكل وجهه يقصدها المهتمين وغيرهم للاطلاع والشراء وغيرها من الأسباب.  إذن ما المانع أن يتم تسويق هذه المهرجانات والإعلان عنها وتسهيل حصول القائمين عليها للدعم بهدف التطوير ولنا في مهرجان التمور العمانية نموذجاً لمثل هذه الأفكار فقد كان له جمهوره ومحبيه في سبع دورات متتالية وفي كل بيت توجد أصناف من التمور ومع ذلك حضر العمانيين للمهرجان كعارضين ومشترين ومتفرجين إلى جانب استقطاب المقيمين والسياح من تصادف وجودهم في السلطنة.      

لما يحاول البعض قتل الفكرة قبل أن نشهدها على الواقع، الفكرة التي لن تكلفنا شيئاً وسيستفيد منها آخرون ومن شأنها أن تعزز الحضور السياحي في السلطنة ونحن الذين نشد رحالنا لعيد الماء في تايلند والألوان في الهند والطماط في أسبانيا وغيرها من المهرجانات الغريبة والعجيبة. طوال العام لدينا مواسم مختلفة يجب أن تحظى بالاهتمام والدعم وأن يتم توظيفها لخدمة السياحة كموسم الورد والتمور والعسل والرمان ورياضات الخيل والإبل وأنشطتها وغيرها الكثير من الفعاليات ، وقد كانت في السابق هناك مناطحة الثيران والديوك قبل أن يبدي البعض استياءه منها لا لشيء سوى إنها لا تدخل في حيز اهتمامه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*