– سفراؤنا في الخارج: سياستنا الخارجية محل تقدير العالم
– أعضاء لجنة السياحة بالغرفة: أهمية الدفع بالسياحة كقطاع داعم وأساسي للتنويع الاقتصادي
كتب-يوسف بن أحمد البلوشي | أشاد عدد من سفراء السلطنة في الخارج ومسؤولون عن القطاع السياحي بالنهضة الكبيرة التي تحققت على ارض السلطنة بفضل السياسة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه.
وأشاروا في في حديث خاص ل ” وجهات” بالتطور والتنمية التي تحققت على مدى خمسة وأربعين عاما من عمر النهضة المباركة. وقال عدد من السفراء ان السياسة الخارجية للسلطنة أصبحت اليوم نموذجا في وحظيت السلطنة باهتمام وتقدير العالم واحترامه لسياستها الواضحة الأهداف ولتفاعلها المستمر مع مستجدات الأحداث والتطورات السياسية الدولية.
وقال الشيخ أحمد بن هاشل المسكري سفير السلطنة في بروناي دار السلام: إن ما حققته السلطنة من نجاحات باهرة على كافة الأصعدة طوال الأربعة عقود الماضية، هو إنجاز غير مسبوق تقف وراءه بصيرة وإرادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، وذلك بتقدير الكثير من المنظمات الدولية المتخصصة.
وأضاف: إن الإهتمام الشامل والعميق بالمواطن العماني، وبتعليمه وصقله وتدريبه كان ومازال من أبرز السمات المميزة لمسيرة النهضة العمانية الحديثة، ويرتبط ذلك بتقدير واهتام شخصي من لدن جلالة السلطان قابوس المعظم، والثقة الكاملة التي يوليها جلالته لقدرات الشباب العماني على العطاء الخلّاق، وبادراك كامل لحقيقة أن الثروة البشرية هي أغلى ثروات الوطن، لأن الإنسان هو في النهاية هدف التنمية وصانعها وحاميها، في هذا الإطار كانت التنمية البشرية المستدامة، ولا تزال، أحد الركائز الاساسية للتنمية الوطنية على امتداد السنوات الخمسة والاربعين الماضية.
تنويع اقتصادي
وأكد السفير احمد المسكري قائلا: إن الجهود المبذولة في مجال التنويع الإقتصادي استطاعت بناء قاعدة إقتصادية صلبة ومتنوعة تؤهله لمواجهة تحديات الإنحسار العالمي لقطاع الطاقة، وذلك من خلال إقامة العديد من المشاريع الإقتصادية وتوسيع قاعدة التنوع الإقتصادي، وتفتح السلطنة اليوم أسواقها للمستثمرين العالميين للاستفادة من المناخ الإيجابي والبنية التحتية التي تتمتع بها في كافة الجوانب الإقتصادية والسياحية والصناعية.
احترام وتقدير
وقال: حظيت السلطنة باهتمام وتقدير العالم واحترامه لسياستها الواضحة الأهداف ولتفاعلها المستمر مع مستجدات الأحداث والتطورات السياسية الدولية إلى جانب التزامها بجميع المواثيق الدولية، وتنهج السلطنة سياسة بناءة تقوم على أساس المصير المشترك لدول مجلس التعاون بما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، وتبذل مساعٍ جادة من أجل إعادة اللُحمة للصف العربي في ظل الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب إلتزامها بمبادئ عدم التدخل في شؤون الغير وعدم الإنحياز، وإحترامها لمبادئ القانون الدولي. وقد ساهمت سياسة السلطنة ومواقفها خلال العقود الأربعة الماضية إلى مد جسور الصداقة والإحترام المشترك مع عدد متزايد من دول العالم.
واستطرد يقول، علينا بذل المزيد من الجهد من أجل الاستفادة من موقع السلطنة الاستراتيجي وما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني في جذب مزيد من الإستثمارات وإقامة المشروعات المشتركة مع شركاء استراتيجيين عالميين وفتح الأسواق أمام المنتجات العُمانية، والترويج السياحي بصورة أفضل لما تتمتع به السلطنة من مقومات سياحية تضاهي الدول المتقدمه في هذا القطاع.
وعن السياسة الخارجية أكد السفير احمد بن هاشل المسكري؛ إن السياسة الخارجية العُمانية اتسمت طول العقود الماضية بالرزانة والصراحة والوضوح في التعامل مع الآخرين ولها سمةً مميزة في الوسط الدبلوماسي الدولي، وأبلغ دليل على ذلك الاستحسان الذي يلقاه النهج العماني المعتدل والمتوازن من قبل المراقبين والمحللين في هذا الجانب.
وقال: بوصفي سفيراً للسلطنة لدى بروناي دار السلام، ألاحظ إهتمام المسؤولين والدبلوماسيين هنا وإشادتهم بالمنهج المتوازن والمتزن لسياسة السلطنة الخارجية، ودورها المحوري الإيجابي في منطقة الشرق الاوسط والعالم، ونهجاً يحتذىٰ به للدول الراغبة في نشر السلم الدولي والاستقرار الإقليمي وبناء جسور السلام، وحل المشكلات العالقة من خلال الحوار البناء بين الاطراف المختلفة.
ومن الجدير ذكره في هذا الصدد بإن هناك تقارب كبير بين سياستي السلطنة وبروناي دار السلام الخارجية، ولعل خير مثال على ذلك الدعوة التي أطلقها السلطان حاجي حسن البلقية، سلطان بروناي دار السلام في أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عُقدت بنيويورك مؤخرا ً، حيث أشار إلى “أن الدبلوماسية الوقائية هي وسيلة فعالة من حيث التكلفة لمعالجة الصراعات وبالتأكيد جزءاً لا يتجزأ من جهود منع نشوبها” الأمر الذي يتماشى مع النهج والسياسة الحكيمة التي تنتهجها السلطنة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه.
علامة تاريخية
من جانبه قال الشيخ حميد بن علي المعني سفير السلطنة المعتمد لدى فرنسا: إن ما تحقق خلال ال45 عاما من النهضة المباركة يشكل علامة تاريخية انطلقت من خلالها سلطنة عُمان دولة وشعبا إلى بناء دولة عصرية قادرة على تحقيق التقدم والسعادة والرخاء للإنسان العماني، ونتيجة للجد والاجتهاد والعمل الدؤوب على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، تبوأت السلطنة مكانة مرموقة بين دول العالم وكان لها أدوارا وانجازات تحسب لها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فعلى الصعيد الداخلي، تمكنت السلطنة من بناء دولة عصرية تشهد انجازاتها في جميع القطاعات كالتعليم والصحة والصناعة والزراعة والنقل وغيرها، وهيأت للإنسان العُماني كل سبل ومقومات التقدم والنجاح والارتقاء بالذات، وشرعت عجلة النهضة في تنمية وبناء وتأهيل الإنسان ليكون شريكًا حقيقيًا للحكومة في عملية التنمية والرقي، وكان إنشاء مجلس عمان الذي يضم مجلس الدولة ومجلس الشورى تجربة ناجحة ونموذجية حول مشاركة المواطن العماني في تأسيس وتطوير وتنمية هذا البلد.
حكمة السياسة
واكد المعني قائلا، فعلى الصعيد الخارجي، فقد كانت وما زالت السياسة الخارجية للسلطنة تتسم بالحكمة وبعد النظر وتدعو إلى السلام والأمن والتسامح، وتشجيع جميع الدول إلى توطيد الإستقرار وزيادة النماء والإزدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية من خلال الحوار البنّاء والتعايش السلمي.
وأشار إلى أن سياسة جلالة السلطان، حفظه الله ورعاه، دائما تنتهج سياسة مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام علاقات حسن الجوار.
وحظيت سياسات السلطنة ومواقفها سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي بتقدير واسع من المجتمع الدولي نظرا للإسهامات الإيجابية التي تقوم بها السلطنة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، واستحوذت على ثقة الجميع كوسيط عادل ومحايد في حل المشكلات بين الأطراف المتنازعة.
كما استطاعت السلطنة خلال السنوات الماضية تطوير علاقاتها مع دول العالم من خلال توقيع العديد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم وتبادل الزيارات الثنائية وإبراز السلطنة في جميع المحافل الدولية.
نقلة تنموية
وقال علي الحجري رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان ان ما تحقق في ظل النهضة المباركة يشكل نقلة كبرى بقيادة جلالة السلطان المعظم، فقد تسارع البناء من أجل الوصول بالبلاد الى مصاف الدول المتقدمة.
وأشار الحجري الى ان التنمية الشاملة التي عمت البلاد كانت وفق رؤية هادفة طويلة المدى اساسها خطط خمسية حسب متطلبات كل مرحلة من مراحل البناء. ولا شك ان السلطنة برؤية جلالة السلطان بدأت بمسيرة التعليم والصحة وهما مرتكزان اساسيان للبناء لان الفكر الانساني اساس التنمية والصحة احد الاهداف الاستراتيجية للانسان العماني.
قطاع واعد
وأكد الحجري ان القطاع السياحي يشكل اليوم أحد الأهداف للتنويع الاقتصادي الذي تضعه السلطنة في خططها وبرامجها. وان هذا القطاع يعد من القطاعات الواعدة للمستقبل في استيعاب القوى العاملة للباحثين عن عمل. ولا شك ان السلطنة بمقوماتها الفريدة تشكل اهمية كبيرة في استقطاب المستثمرين الى السلطنة في اطار البيئة الاستثمارية التي تتمتع بها السلطنة وتعد بيئة بكر للمستثمرين.
اكتمال البنية الأساسية
ومن ناحية اخرى قال الدكتور عبدالكريم بن سلطان المغيري عميد كلية عمان للسياحة، عضو لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان، لا شك ان الاحتفال بمناسبة العيد الوطني المجيد الخامس والأربعون يأتي في وقت أكملت الحكومة البنية الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس وجامعات وكليات متنوعة سواء الحكومية أو الخاصة.
وأضاف: لقد حققت خطط التنمية الخمسية منذ بداية عهد النهضة المباركة ما وضع للنهوض بهذا البلد المعطاء حسب رؤية جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه – وأن النمو الكبير في المشاريع التنموية حقق المراد طوال فترة 45 عاما وهو مكون أساس للنهضة الحديثة للدولة التي أشرقت عليها شمس النهضة المباركة بتولي جلالة السلطان الحكم في البلاد.
نمو سياحي
وأكد المغيري أن القطاع السياحي كذلك حقق نموا كبيرا في الفترة الماضية بفضل دعم الحكومة من أجل أن يكون أحد مصادر الدخل للاقتصاد الوطني. وأشار إلى أنه من الأهمية بمكان أن يتم الآن تفعيل خطط تنشئة الموارد البشرية لهذا القطاع وتغيير الصورة النمطية عن السياحة كجزء من أجل النهوض بالسياحة بشكل أكبر في المرحلة المقبلة في ظل أهمية السياحة كقطاع داعم وأساسي للتنويع الاقتصادي.
وأكد أن النمو في المشاريع السياحية يجب أن يصاحبه تدريب وتهيئة للكوادر البشرية من الباحثين عن عمل حتى تتماشى خطط التنمية السياحية من حيث إنشاء المشاريع جنباً إلى جنب مع تطوير الكوادر البشرية لهذا القطاع. وأشار إلى ان استراتيجية السياحة التي ينتظر الإعلان عنها مع نهاية العام الحالي ان تحقق ما تصبو اليه السلطنة من قطاع السياحة من نمو مطرد وانه جزء لا يتجزأ من التنويع الاقتصادي المنشود.
وقال د. عبدالكريم المغيري ان تنمية الكوادر البشرية عامل مهم للقطاع السياحي بهدف إعطاء دفعة ليكون الشباب العماني على رأس هذا القطاع الذي نضع عليه الآمال ليكون مساهم أساسي في تنويع مصادر الدخل وتغيير نمطية الصورة عن السياحة بأنها لا فائدة منها وليس لها مردود أساسي.
مرحلة جديدة
من جانبه قال عبدالعزيز بن راشد الحسني، عضو المجلس البلدي لمحافظة جنوب الشرقية، نائب رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان بالغرفة الرئيسية، يأتي الاهتمام بالسياحة ليعبر عن مرحلة جديدة استجابة لتوجيهات جلالة السلطان المعظم، للاهتمام بهذا القطاع وترجمة للرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020 ، إلى جانب استثمار الإمكانات السياحية العديدة التي تزخر بها السلطنة.
وقال: يوجد بالسلطنة عدد من القلاع والحصون والمساجد الأثرية (550 معلماً سياحياً) وكذلك السياحة البحرية والجبلية والصحراوية حيث تجمع السلطنة بين الشواطئ الطويلة الغنية بالشعاب المرجانية ومناطق الغوص، وبين الجبال والصحارى الواسعة التي تحتوي على العديد من الكهوف ومناطق المغامرة، إلى جانب سياحة المؤتمرات ومراكز التسوق الحديثة، خاصة وان مناخ السلطنة الذي يتميز بالتنوع قادر على جذب السائحين على مدار العام سواء خلال فترة الخريف، الصيف، أو خلال الفصول الأخرى في مختلف محافظات ومناطق السلطنة.
مشاريع سياحية
وأشار الحسني الى ان هناك الكثير من المشاريع السياحية المنجزة في كافة محافظات السلطنة من دون استثناء في طيلة فترة النهضة المباركة لتوجد كافة التسهيلات والدعم للبنية التحتية للسياحية وتحقق الكثير من المشاريع في مختلف التخصصات للتنوع السياحي شاملا سياحة الفنادق والمؤتمرات والحدائق المائية والمتتجعات.
وأكد انه في ظل التطورات الاقتصادية وعدم استقرار أسعار النفط الحالية ستمثل السياحة مصدرا وعاملا مهما رئيسيا في دعم الاقتصاد المحلي للدولة. وكلنا ايمان وثقة بتوجهات القيادة الحكيمة لدعم وتطوير السياحة وجذب الاستثمارات لها في السنوات القادمة وستحظى بالاهتمام الأول وعبر الكثير من المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية في القطاع السياحي.