يكتبه: حمدان بن علي البادي |
يسدل الستار قريباً على موسم سياحي في جنوب عُمان لتبدأ مواسم أخرى في هذا الوطن مع البدء باعتدال درجات الحرارة واختلافها بين السهل والجبل وعلى الشواطئ وحيث يجد السائح نفسه ليعيش اللحظة بعيداً عن زحمة الحياة وتعقيداتها.
لاتزال السياحة في السلطنة محلية وهي من النوع الذي يفضل فيه السائح أن يقضى وقته خارج حيز المساحات المغلقة بحثا عن الجمال والشغف لخوض تجارب استثنائية تبقى في الذاكرة هناك مجموعة من البرامج السياحية التي يشتغل عليها مجموعة من الشباب ممن اختاروا الاستثمار في هذا القطاع ولديهم مؤسساتهم وهم من يقوم عليها وقد تشكلت هذه الأنشطة من الهواية التي أهلتهم لتقديم شغفهم بشكل رسمي وهو ما أكسبهم ثقة الجمهور، حيث يمكن الوصول إليهم عبر حساباتهم في المنصات الرقمية والتي تتكفل خوارزميات الإنترنت وبطريقة فيها نوع من السحر بجلب كل الحسابات التي تقدم الأنشطة السياحية وذلك بمجرد التفكير فيها.
على سبيل المثال هناك مجموعات من المؤسسات الصغيرة التي امتهنت سياحة المغامران ولديهم مجموعة من المسارات الجبلية يتم تقديمها على مستويات وبما يناسب الجنسين، يأخذون السياح إلى مصاب الأودية والبرك المائية وبأسعار زهيدة تغطي أدوات الأمن والسلامة والتغذية والإرشاد والأنشطة المصاحبة والآمر نفسه ينطبق على السياحة البحرية ورحلات الغوص واستكشاف البحار وما تزخر به من جمال والسباحة بجانب السلاحف والأسماك وبالقرب من الشعاب المرجانية، ولمحبي الرمال وتحدي كثبانها هناك أيضا ممن امتهنوا هذا المجال يقودون المغامرين عبر مسارات مختلفة ويوفرون لهم المركبات المهيأة التي تعينهم على قطع الصحراء من الرمل حتى البحر، وكذلك مسارات الهايكينج في الدروب الجبلية القديمة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة واصبح لها مختصيها ممن يتقنون صناعة المسارات الجبلية وايضا المختصين في مسارات “فيافراتا” التي تحتاج إلى خبرة تسلق الجبال وغيرها الكثير من الأنشطة التي يقدمها الشباب.
هؤلاء نموذج لمساهمة الأفراد في الاستثمار السياحي حيث تتشكل السياحة بمساهمة جميع القطاعات بما فيهم الأفراد والأمر لا يتوقف عند دورات المياه ولا يمكن التنصل من هذه المسؤولية أو إهمال هذا القطاع من قبل المعنيين في المؤسسات الحكومية ويتركوه ليأتي مع الوقت من دون اشتغال حقيقي يعزز من الجهود المبذولة، وأيضاً يحفز الآخرين للاستثمار في هذا القطاع وتدعيم ذلك بحملة تسويق عالية المستوى تبرز مناطق الجذب السياحي والأنشطة التي يمكن أن يقوم بها السائح وبما يعمل حراك يسهم في تشجيع المستثمرين على ضخ أموالهم في هذا القطاع.