يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr
كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبعضٌ من الدول العربية خصصت لها فترة زمنية أو أكثر من العام لإقامة المهرجانات التي تستقطب خلالها الزوار من الداخل والخارج على مدى أيام أو أسابيع تتنوع خلال هذه الفترة الفعاليات بما يتناسب والموسم الذي تقام فيه لتحقيق الهدف المرجو بمشاركة الجمهور وتسويق المنطقة وجذب الأنظار إليها للتعرف أكثر على جوانب متعددة لم تكن مشهورة سابقاً.
خلال هذه المهرجانات التي يعد لها جيداً بإشراك الجهات الرسمية والأهلية، وبمساندة القطاع التجاري في الرعاية أو المشاركة بتقديم عروض جاذبة للزوار ومنهم الفنادق والشقق الفندقية والمطاعم مع شركات تأجير السيارات، وبعض شركات الطيران الاقتصادي مما يعتبر حافزاً مشجعاً لاستقطاب الزوار للاستمتاع بالفعاليات المختلفة التي تتخللها برامج تثقيفية وترفيهية تناسب جميع الأعمار.
بعض الدول الخليجية تميزت بكثرة وطول مهرجاناتها، وتقام منذ سنوات، وفي كل تحديث تجد التطور شاهد عيان وفي زيادة لعدد الزوار ومن مختلف دول العالم، حتى أن التحضيرات لإنطلاق المهرجان تصاحبها حملات ترويجية على مختلف وسائل الإعلام، كما تعمل بعض المكاتب الترويجية لسياحة البلد في ذلك عبر المنصات الدبلوماسية في الخارج، وهذا الإهتمام الرسمي مؤشر على أن هذه الفعاليات ترد بمردود ترويجي عالي الأهمية على مختلف القطاعات المشتركة في هذا العمل.
المهرجانات العالمية سطرت لها مواقع على أجندات المهتمين من مختلف دول العالم وربما أشهرها ما تشهده مدينة كان الفرنسية من مشاركة النجوم، ومدينة لندن لحضور سباق الخيول العالمي، وغيرهم من الدول، إلا أن مدينة دبي تنافس سنوياً في استقطاب الملايين في مهرجان التسوق، والمملكة العربية السعودية في مهرجان الجنادرية الذي يحظى برعاية ملكية مباشرة، ويزوره سنوياً مجموعة من رؤساء الدول والحكومات ومهرجان قرطاج في تونس ومهرجان جرش في الأردن.
فعاليات فنية، ورياضية، وثقافية، بالإضافة إلى تظاهرات تجارية في عدة صور تتنافس جميعها لأن تحتل صدارة المشهد، وأن تسعى جاهدة سنوياً على أن تكون هي الأحدث فيما تقدم حتى تستقطب الشريحة الأكبر من المهتمين لزيارة البلد للتعرف عليها من قرب وإنعاش الحركة السياحية عبر الإقامة في الفنادق والتسوق في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية، والإستمتاع بالمرافق الترفيهية التي تلبي حاجة المواطن والزائر.
لغة الأرقام ترصد سنوياً الأرباح من هذه المهرجانات، والعائدات المالية جعلت المستثمرين يبحثون حول العالم عن أفكار حديثة لم يتكرر تنفيذها وتكون عوائدها على جميع الأصعدة هي الأبرز وتقدم أفكاراً تنعش الاقتصاد على جميع الأصعدة وتفتح آفاقاً جديدة تحصل على دعم ومساندة الجهات الرسمية لتنفيذها وخلق فرص عمل جديدة تعويضاً عن مخلفات تداعيات الجائحة التي فرضت توقف معظم المهرجانات حول العالم خلال العام الماضي، وأقيم بعضها بصورة افتراضية حرمت الجمهور من الحضور على أرض الواقع.