مقال| صناعة السياحة الجماعية

يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني dailypr 

اختلفت الخدمات السياحية المقدمة للجمهور وتنوعت حسب الرغبات، وعمل القائمون على تنشيط السياحة جهوداً متواصلة عبر دراسة كل الفرص المقدمة، حتى جاءت صناعة السياحة الجماعية لتأخذ موقعها مؤخراً في الوطن العربي بعد نجاحها منذ ستينيات القرن الماضي في القارة العجوز، ومثلها كانت في سياحة البواخر التي انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية لتحدث نقلة نوعية متقدمة في هذا القطاع ليبدأ الجمهور العربي الإقبال عليها مؤخراً.

السياحة الجماعية تنجح وتحقق مردودها إذا ما كان المنظم لها يمتلك القدرات والإمكانيات العديدة أبرزها قوة التحمل وحسن الاختيار لتلبية جميع الأذواق لخلق أجواء الرحلة في ثوب العائلة الواحدة على مدى أيام الرحلة مهما نقص أو زاد عدد الأيام فيها، ووضع شروط مسبقة تكون فيها العدالة حاضرة في تنفيذ القوانين بصرامة التي لابد للمشاركين فيها على علم مسبق بضرورة تنفيذها وأن المشاركة فيها تختلف عن الرحلات الفردية.

هذه الصناعة الجديدة القديمة في عالم السياحة تحتفظ بحقها بأنها استطاعت بجدارة جمع عشرات الأشخاص للاندماج في جو البرنامج المعد من قبل الشركة المنظمة الذي أطلعوا عليه ووافقوا على المشاركة في الرحلة وهم مؤمنين بقناعة تامة بأن معهم من يتفقون أو يختلفون معه في الذوق العام والخاص، وإن عليهم تنفيذ الإشتراطات من أجل أن تسير الرحلة كما تم التخطيط لها والإستمتاع بكل البرامج اليومية التي تم الإطلاع عليها، وأن تنفيذها يتطلب تعاوناً من الجميع مع توجيهات قائد الرحلة.

نقطة مهمة في نجاح الرحلات الجماعية قد لا تصلح للأفراد الذين ليس لديهم إيمان بضرورة الالتزام بالوقت، وإتباع التعليمات الصادرة من الجهة المنظمة، وأخذ التحذيرات المتعلقة بالسلامة والطقس والأمان وغيرها التي تقدم لهم على محمل الجد، وإن أي تهاون في هذه الأمور تشكل مخالفة، آثارها ليس على المخالف فقط وإنما تشمل الجميع مما يجعل المخالف في دائرة الضوء واستياء المرافقين معه في الرحلة ومحل إنتقاد مباشر أو غير مباشر لما يشكله التأخير عن الوقت خاصة من خسارة بعض برامج الرحلة.

نجاح صناعة السياحة الجماعية أضاف الكثير في إنعاش السياحة خاصة العائلية، وفتح آفاقاً جديدة وجعل من السفر والسياحة أكثر أماناً وراحة مع اختلاف وجهات النظر طبعاً، إلا أن التسهيلات المقدمة في هذه الرحلات ربما لن يكون لها وجود مع الأفراد من لا يملك الخبرة الكافية إبتداءاً من حجز التذاكر والفنادق والاختيار الصحيح والمناسب للمرشد السياحي والأماكن السياحية والمطاعم ومواقع التسوق والترفيه وغيرها من العوامل التي تجعل من الرحلة كاملة العناصر لتحقيق النجاح ولو بنسبة 75% بحد أقصى، وكان الله في عونه إذا ما تعرض لأي مشكلة في كل ما ذكر أعلاه.