يكتبه: د. رجب بن علي العويسي |
لم تكن الميزة التنافسية للسياحة في عُمان ناتجة عن تنوع البيئات الطبيعية والتراثية والمواسم السياحية فحسب، بل هناك بُعداً تنافسياً آخر، العنصر الأهم في نهضة السياحة وعالميتها، وهو الرصيد الثقافي والفكري والأخلاقي والإنساني الذي يتميز بها الإنسان العماني كونه الجانب الذي يضيء للسياحة طريقها ويرسم خارطة نجاحها، والأثر الذي يحمله السائح، ويبقى ملازما له في كل محطاته السياحية حول العالم.
غير أن ما تطالعنا به منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة من بعض المغردين وتغريداتهم السلبية عبر قنوات اليوتيوب والفيديوهات المباشرة وغيرها، وما تحمله من عبارات استثقال قدوم السياح من خارج محافظة ظفار، وأن وجودهم يسبب الازدحام، والضغط على الخدمات، ويقلل من استفادة أهالي المحافظة منها، وأن إزدياد عدد السياح بات يسبب ارتباطاً بالعديد من السلبيات، خارج نطاق “كوفيد19″، بما تحمله من أساليب التهكم والسخرية والاستفزاز، أمر يثير الدهشة كونه يتنافى مع أخلاقيات الأمة العمانية وهويتها وأخلاقيات أهالي المحافظة وما يعرفون به من كرم الضيافة وكريم الترحاب والتعاون.
إنّ تكرار مثل هذه المقاطع واتساع نطاق انتشارها، سوف يُلقي بتبعاته وتراكماته على السياحة الوطنية عامة، وعلى خريف صلالة بشكل خاص، خاصة في ظل انتشار هذه الفيديوهات والتغريدات واتساع نطاق تناقلها، حتى أصبحت مساحة للشهرة بين النساء والرجال، في مقاطع أو عبارات لا تحمل رسالة المواطن، بل قد يستغل البعض هذه الأفكار السلبية ليعممها على سلوك أبناء عُمان الذين قالوا فيهم سيد الخلق ” لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك”.
من هنا نرى أهمية تدخل الجهات المعنية القضائية والرقابية والأمنية في التعامل مع هذه الظواهر السلبية التي باتت تشوه الصورة العامة للسياحة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها وتقنين مساحة الحرية التي باتت تصنع منها وصاية على الوطن والمواطن، وفي المقابل تعزيز دور الإعلام في انتاج المواطن المسوق للسياحة، فخريف صلالة للجميع، وصلالة ترحب بالكل ما دام يلتزم بالإجراءات والتدابير، ويسير وفق القوانين والأنظمة واللوائح في المحافظة على البساط الأخضر، وحسن استخدامه للمرافق السياحية.